هل يجوز استخدام العطر أو مزيل العرق خلال الحج؟.. أمين الفتوى يوضح

مع اقتراب موسم الحج وبدء استعدادات الحجاج للسفر إلى الأراضي المقدسة، تتزايد الأسئلة الشرعية التي تدور في أذهانهم، ومن أكثر الأسئلة تداولًا كل عام هل يجوز استخدام العطر أو مزيل العرق خلال أداء مناسك الحج؟، هذا السؤال يهم كل من يستعد لأداء هذه الشعيرة العظيمة، لما له من ارتباط مباشر بأحد أهم شروط الإحرام، وهو اجتناب التطيب.
وفي هذا السياق، خرج أحد أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ليوضح الحكم الشرعي لاستخدام العطر أو مزيلات العرق خلال فترة الإحرام، وذلك في إطار حرص الجهات الدينية على توعية الحجاج وإرشادهم بما يحفظ عبادتهم ويجنبهم الوقوع في المحظورات.
حكم استخدام العطر أثناء الإحرام
أكد أمين الفتوى، أن استخدام العطر أثناء الإحرام محظور شرعًا، سواء كان على الجسد أو الملابس، وذلك وفقًا لما جاء في تعاليم الشريعة الإسلامية وأحكام مناسك الحج، مؤكدًا أن التطيب من محظورات الإحرام، التي يجب على المسلم أن يمتنع عنها بمجرد دخوله في النسك، أي عند عقد نية الإحرام سواء بالحج أو العمرة.
وأشار أمين الفتوى، إلى أن هذا يشمل كل أنواع العطور، سواء كانت سائلة أو بخاخة أو حتى زيوتًا عطرية، مشيرًا إلى أن استخدام أي مادة تحتوي على رائحة عطرية بقصد التطيب يُعد مخالفة تستوجب الفدية، لأن الحاج يكون في حالة تعبد خاصة توجب عليه الامتناع عن الزينة.
ماذا عن مزيل العرق؟
وأوضح امين الفتوى، أن السؤال الذي يتردد بشكل كبير هو هل ينطبق نفس الحكم على مزيلات العرق؟، فأوضح أن الحكم يتوقف على طبيعة المزيل نفسه، فإذا كان مزيل العرق خاليًا من الروائح العطرية، فيجوز استخدامه ولا شيء فيه، خاصة أن الحاج قد يكون في حاجة له بسبب حرارة الجو وزيادة التعرق أثناء تأدية المناسك.
وأضاف إذا كان المزيل يحتوي على رائحة عطرية واضحة، فإنه يدخل في حكم التطيب، ومن ثم يُمنع استخدامه أثناء الإحرام، وأشار إلى ضرورة قراءة مكونات المنتج المستخدم بعناية، والتأكد من خلوه من أي عطور.
الفرق بين النظافة والتطيب
حرص أمين الفتوى، على توضيح نقطة مهمة، وهي الفرق بين النظافة الشخصية والتطيب، فالنظافة من الأمور المشروعة والمطلوبة، ويمكن للحاج أن يغتسل بالماء والصابون غير المعطر، وأن يحافظ على نظافته بشكل عام، دون أن يستخدم مواد ذات رائحة طيبة.
وعبر أن الإسلام دين يسر، ويهتم بنظافة المسلم وطهارته، ولكن في الإحرام هناك ضوابط خاصة يجب احترامها، مضيفًا أن الأجر العظيم يرتبط بالالتزام بهذه التعليمات، والابتعاد عن كل ما يُفسد الإحرام أو ينقص من ثواب الحج.
ما الفدية في حال استخدام العطر أثناء الإحرام؟
بيّن أمين الفتوى، أن من وقع في هذا المحظور - سواء عن جهل أو نسيان - فهناك فدية واجبة، وهي واحدة من ثلاث: إما صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة، ويُترك للحاج حرية الاختيار بين هذه الخيارات بحسب قدرته وظروفه.
وأوضح أن الجهل بالحكم لا يسقط الفدية، لأن على المسلم أن يتعلم ما يجب عليه فعله قبل الإحرام، ولهذا فإن التوعية الدينية قبل السفر لأداء المناسك أمر بالغ الأهمية.
نصائح للحجاج قبل الإحرام
وجه أمين الفتوى، عددًا من النصائح العملية للحجاج، أهمها:
- التهيؤ للإحرام قبل الوصول إلى الميقات، من خلال الاستحمام وارتداء ملابس الإحرام.
- الامتناع عن استخدام أي منتج عطري قبل النية بالإحرام.
- شراء منتجات خالية من الروائح لاستخدامها أثناء الرحلة.
- سؤال العلماء أو المختصين في حال وجود أي لبس في الأحكام.
وأشار إلى أن الالتزام بهذه التعليمات ليس فقط لضمان صحة النسك، بل لأنه نوع من الامتثال والطاعة لله عز وجل، وهو ما يجعل الحج مقبولًا بإذن الله.