أستاذ فقه لـ نيوز رووم: تصريحات «الهلالي» لا تصدر عن عاقل

قالت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بكلية الدراسات العربية والإسلامية بنات بجامعة الأزهر، إن تصريحات الدكتور سعد الهلالي الأستاذ بالجامعة بشأن علمي الكلام والشريعة يأتي ضمن محاولاته المستميته لهدم ما أنزله الله عزوجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق.
من طلب الدين بالكلام تزندق
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» ردًا على مطالبات سعد الهلالي بشأن علم الكلام وإحلاله محل علم العقيدة: «لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل في هذا الشخص وكأنه الموحي إليه وتفكيره كله هدم كل ما أنزل على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق»، لافتة إلى أن ما يطالب به من إحلال علم الكلام مكان العقيدة يستوجب سؤالًا: هل يفهم ما هو علم الكلام وما هي العقيدة وما الفرق بينهما؟!.
وبينت أن الجميع يعلم أن علم العقيدة يتناول مباحث الإيمان والشريعة وأصول الدين، والاعتقاديات كالإيمان الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والتسليم التام لله تعالي في الأمر والحكم والطاعة والاتباع لرسوله في كل ما أوحي إليه. أما علم الكلام فأقول ما ذكره الفقهاء الأجلاء فيمن اشتغل به نجد الإمام أباحنيفة باشر علم الكلام وتطلع فيه ثم نهي عنه وذمه، وكذلك ذمه الإمام مالك وقال"من طلب الدين بالكلام تزندق" وقال الإمام الشافعي رحمه الله : حكي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام. وقال أبو يوسف: «من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب غرائب الحديث كذب».
الشريعة هي الدين كله والفقه فرع منها
وحول حديث الهلالي بأن يتم تبديل علم الفقه مكان الشريعة، أكدت أن ما يقوله عيب أن يصدر منه وهو متخصص في الفقه المقارن، فالجميع يعلم أن الشريعة هي الدين كله والفقه فرع منها، فالفقه هو: العلم بالأحكام العملية المستنبطة من الأدلة التفصيلية، أما علم أصول الفقه فهو: العلم بأدلة الأحكام الشرعية ووجوه دلالتها إجمالًا، مبينة أن الشريعة الإسلامية هي كل ما تفرع عن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع العلماء كالعقيدة والفقه والقرآن وعلومه والحديث وعلومه واللغة العربية بفروعها؛ لأنها وسيلة لا غنى عنها في هذه العلوم.
الكلام بالرأي لا يصدر عن عاقل
واختتمت حديثها في شأن قول سعد الهلالي أن يحل الرأي محل الفتوى: «أما أن نستبدل الرأي مكان الفتوى هذا لا يقوله عاقل لأن المفتي له شروط وجب توافرها منها : العلم بالقرآن والماسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلقات والمقيد وأسباب النزول، وكذا السنة والمتواتر وخبر الآحاد وكل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقريرات، فالمشتغل بالفتوى هو صانع جيد عنده المهارة في كيفية استنباط الحكم مع مراعاة حال المستفتي والزمان والمكان ولذا كان اختلاف الفتوى كما فعل الإمام الشافعي رحمه الله في العراق ثم في مصر».
أما الرأي فلا يعتمد على دليل ولكن للأسف يحكمه الهوى، وإذا تدخل الهوي فسد المجتمع، فالذي ينكر الثوابت ويهدم الدين يحكمه الهوى ويهدد أمن المجتمع بل يشيع الفساد في الأرض ويصدق فيه قول الحق تبارك وتعالي "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)"، فهو يحارب شرع الله وما أنزل على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وفقًا لهواه .