حكاية سقوط الأمويين وصعود العباسيين بعد 88 عاماً من الحكم

تحل اليوم ذكرى سقوط الدولة الأموية بعد نحو 88 عامًا من الحكم الذي امتد من حدود الصين شرقًا إلى سواحل المحيط الأطلسي غربًا، وبداية الدولة العباسية.
في هذا التقرير، يستعرض موقع "نيوز رووم" تفاصيل السقوط الكبير لبني أمية، وبداية الدولة العباسية، بداية من معركة الزاب الحاسمة في 2 رمضان 132هـ (25 يناير 750م)، التي أنهت حكم الأمويين في المشرق الإسلامي.
كيف سقطت الدولة الأموية؟
سقوط الدولة الأموية لم يكن وليد معركة واحدة، بل نتيجة تراكمات سياسية واجتماعية واقتصادية استمرت لسنوات وأضعفت أركان الحكم.
من بين أبرز أسباب سقوط الدولة الأموية، كان التمييز بين العرب والموالي (غير العرب من المسلمين)، إذ اتبع الأمويون سياسة عنصرية تفضل العرب، ما أثار استياءً عميقًا بين الفرس وغيرهم، حيث استغل العباسيون هذا الغضب، ورفعوا شعارات العدالة والمساواة لاستقطاب هذه الفئات المهمشة.

كما أدى الصراع الداخلي بين القبائل العربية، خاصة بين القيسية واليمنية، إلى تفكك الجبهة الداخلية، ومع مرور الوقت، تفاقمت هذه النزاعات القبلية وأضعفت قبضة الدولة على أطرافها.
وبد وفاة الخليفة القوي هشام بن عبد الملك، تولى الحكم بعده خلفاء ضعفاء لم يستطيعوا التعامل مع التحديات المتزايدة، حتى وصل الأمر إلى الخليفة الأخير مروان بن محمد، الذي ورث دولة شبه ممزقة، تحاصرها الثورات من كل جانب.
وفي خراسان، كانت نيران الثورة تشتعل بقيادة أبي مسلم الخراساني، الذي نجح في تنظيم جيش ضخم من الفرس والموالي، ما مهد الطريق أمام العباسيين لاكتساح الدولة الأموية.
معركة الزاب.. نهاية عهد الأمويين
في شتاء 132هـ، التقى جيش مروان بن محمد بجيش العباسيين بقيادة عبد الله بن علي عند نهر الزاب الكبير شمال العراق.

ورغم بسالة الأمويين، إلا أن الجيش العباسي كان يتمتع بالتنظيم والانضباط والدعم الكبير من خراسان، وبعد معركة عنيفة، انكسر جيش مروان، وغرق كثير من جنوده في النهر بعد أن قطع العباسيون الجسر عليهم.
مروان لم يجد مفرًا سوى الفرار، قاصدًا دمشق، ثم مصر، حيث انتهى به المطاف مقتولًا في مدينة أبو صير سنة 132هـ.
دخول دمشق ومجزرة العباسيين
بعد انهيار مقاومة الأمويين، دخل العباسيون دمشق دون معارك كبيرة، ولضمان تثبيت أركان حكمهم، نفذ العباسيون حملة تصفية منظمة لرموز بني أمية، عُرفت لاحقًا باسم "المجزرة العباسية"، حيث قتل أغلب أفراد البيت الأموي لمنع أي محاولات للثأر أو العودة إلى السلطة.
تأسيس الدولة العباسية
في أعقاب النصر، أعلن أبو العباس السفاح نفسه أول خليفة عباسي، لتبدأ الدولة العباسية عهدًا جديدًا، اتسم بالاعتماد الأكبر على الفرس والموالي في إدارة الدولة.
لاحقًا، أسس الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد، التي تحولت إلى مركز عالمي للعلم والحضارة والفكر الإسلامي.
الأمويون في الأندلس: قصة أخرى من النجاة
رغم سقوط الدولة الأموية ، نجح عبد الرحمن بن معاوية (صقر قريش)، حفيد الخليفة هشام بن عبد الملك، في الفرار إلى الأندلس، وهناك أسس الدولة الأموية بالأندلس سنة 138هـ (756م)، والتي استمر حكمها لقرون حتى انهيارها سنة 1031م.