250 ألف شخص حضروا جنازة البابا فرنسيس وكلمات مؤثرة في مراسم التأبين

خلال عظته، استذكر الكاردينال جيوفاني باتيستا ري مواقف البابا فرنسيس الثابتة ضد الحروب، قائلاً إن البابا "لم يتوقف يومًا عن رفع صوته مناديًا بالسلام".

ونقل عن البابا قوله: "إن الحرب تقتل الناس، وتهدم البيوت والمستشفيات والمدارس. الحرب دائمًا تجعل العالم أسوأ مما كان عليه: إنها دائمًا هزيمة مؤلمة ومأساوية للجميع."

وقد أشاد باتيستا بالشعار الذي لطالما رددّه البابا فرنسيس: "ابنوا الجسور، لا الجدران"، تعبيرًا عن دعوته الدائمة إلى الحوار والانفتاح بين الشعوب.

إشادة برحلات البابا التضامنية

استقبلت الحشود في ساحة القديس بطرس التصفيق عندما ذكّر الكاردينال بأول رحلة قام بها البابا فرنسيس بعد انتخابه، إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، بوابة المهاجرين نحو أوروبا.
ووصف باتيستا هذه الزيارة بأنها "ذات رمزية عظيمة"، نظرًا لأن لامبيدوزا تمثل مأساة الهجرة، حيث فقد الآلاف أرواحهم في مياه البحر المتوسط.
كما أشار إلى رحلة البابا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، وزيارته للحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه المبادرات أظهرت التزام البابا العميق بقضايا اللاجئين والمهمشين.

أعداد الحاضرين في الجنازة

بحسب الفاتيكان، يقدر عدد الحضور في مراسم الجنازة بنحو 250 ألف شخص داخل ساحة القديس بطرس والمناطق المحيطة بها، فيما قدرت الشرطة الإيطالية العدد بنحو 150 ألف شخص، من بينهم حوالي 50 ألفًا داخل الساحة نفسها، ما يعكس التأثير العميق الذي تركه البابا في قلوب الملايين.

البابا الذي اقترب من الجميع

واصل الكاردينال باتيستا الإشادة بشخصية البابا فرنسيس قائلاً: "لقد أقام اتصالًا مباشرًا مع الأفراد والشعوب، وأظهر اهتمامًا خاصًا بالذين يعانون، وأعطى نفسه دون حدود، خاصة للفئات المهمشة."

وأضاف: "كان بابا منفتح القلب، قريبًا من الجميع، ويقظًا لعلامات الأزمنة، مستجيبًا لما كان الروح القدس يوقظه داخل الكنيسة."

إرث من المحبة والتواضع

اختتم الكاردينال باتيستا خطبته بالإشارة إلى أن المشاعر الجياشة التي شهدها العالم في الأيام الأخيرة، مع رحيل البابا فرنسيس، تؤكد إلى أي مدى أثر حبريته العميقة في عقول وقلوب المؤمنين: “إن تدفق المحبة الذي شهدناه بعد وفاته يخبرنا بمدى تأثير بابويته العميقة على العقول والقلوب”.