عاجل

هل يُعفي الحج من قضاء الصلاة الفائتة؟.. الإفتاء توضح الحكم بشكل مفصل

هل يُسقط الحج الصلاة
هل يُسقط الحج الصلاة الفائتة

يعتقد البعض أن أداء فريض الحج قد يسقط ما قبلها من الذنوب والفرائض غير المؤداة، خاصة الصلاة، باعتبار أن الحج "يهدم ما قبله"، هذا التصور منتشر لدى عدد من المسلمين، ويطرح تساؤلات كثيرة، خاصة مع اقتراب موسم الحج وسفر العديد من الحجاج إلى الأراضي المقدسة،  وفي هذا الإطار، جاء رد دار الإفتاء المصرية ليوضح الحقيقة الشرعية حول هذه المسألة الدقيقة هل يغني الحج عن قضاء الصلوات الفائتة؟ وماذا على من كان لا يصلي ثم تاب وحج؟ وهل يقبل الله منه حجه؟.


وفيما يلي، نرصد ما أوضحته دار الإفتاء حول هذه القضية، ونقدم الإجابة بأسلوب مبسط، حتى تكون دليلاً لكل من يريد العودة إلى الله، وتصحيح مساره، والالتزام بفرائض الدين على الوجه الصحيح.

الحج لا يُسقط الصلاة

أوضحت دار الإفتاء، أن الصلاة عماد الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولا يصح إيمان مسلم بدونها، موضحة أن الحج، وإن كان من أعظم العبادات، لا يُسقط عن المسلم وجوب قضاء الصلوات الفائتة، خاصة إذا كان تركها عمدًا ولفترات طويلة.

فالحج لا يُغني عن أداء الفرائض، لأن العبادات في الإسلام ليست بدائل، بل لكل منها مكانتها وحسابها، ومن ترك الصلاة عمدًا فعليه التوبة النصوح أولاً، ثم الالتزام بأدائها في وقتها، مع قضاء ما فاته من الصلوات بقدر استطاعته.

الحج يهدم الذنوب

أشارت الإفتاء، إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، لكن المقصود هنا الذنوب الصغائر، أما الكبائر مثل ترك الصلاة عمدًا، فلا يُكفَّر عنها بمجرد أداء الحج، بل لابد من التوبة النصوح والقضاء بقدر المستطاع، لأن الصلاة فريضة متكررة لا تسقط بالتقادم.

كما أكدت أن الحج لا يسقط حق الله في الفروض، تمامًا كما أن الزكاة لا تُغني عن الصلاة، ولا الصيام يُغني عن أداء الزكاة، وهكذا. فكل عبادة قائمة بذاتها، ولا يصح أن تُغني واحدة عن الأخرى.

متى يُقبل حج تارك الصلاة؟

أوضحت دار الإفتاء، أن من كان لا يصلي ثم تاب قبل الحج، وندم على ما فات، وعزم على عدم العودة، وبدأ في قضاء ما فاته من صلوات، فإن الله يتقبل توبته، وحجه يكون صحيحًا، بل ويُرجى أن يكون حجًا مبرورًا.

لكن إن حج وهو مستمر في ترك الصلاة، دون توبة أو التزام، فإن حجه من الناحية الشكلية يُعد صحيحًا إذا استوفى الأركان والشروط، لكنه لا يُرجى له القبول الكامل، لأن من لا يصلي يُعد في حال من التهاون الشديد في الدين، وقد يصل ترك الصلاة عند بعض العلماء إلى الكفر العملي.

هل يُشترط قضاء كل الصلوات الفائتة؟

بيّنت الإفتاء أنه لا يشترط معرفة عدد الصلوات الفائتة بدقة، بل يُكلف المسلم بالتقدير والتقريب، ويجب عليه أن يقضي ما يغلب على ظنه أنه فاته، مع الانتظام في أداء الصلاة الحاضرة وعدم التهاون فيها. كما نصحت بالاستعانة بجدول زمني منظم يساعد على قضاء الصلوات تدريجيًا حتى لا يُثقل على النفس.

ما الخطوات العملية لتوبة من كان لا يصلي؟

لخصت الإفتاء طريق العودة لله لمن ترك الصلاة فيما يلي:

  • الإقلاع عن الذنب فورًا: التوقف عن ترك الصلاة، والبدء في أدائها في وقتها.
  • الندم الشديد: الشعور بالحزن والأسف على التفريط في حق الله.
  • العزم على عدم العودة: النية الصادقة بالالتزام مدى الحياة.
  • قضاء ما فات بقدر المستطاع: تنظيم أوقات للقضاء بالتدريج.


وأشارت إلى أن الله واسع المغفرة، وأن التوبة تُجُبُّ ما قبلها، لكن لا تُسقط الحقوق إلا إذا تم أداؤها أو قُضيت.

طريق التوبة لا يُغلق أبدًا

أكدت دار الإفتاء أن الله لا يغلق باب التوبة في وجه عباده مهما كانت ذنوبهم، شريطة أن تكون التوبة صادقة. ومن أراد أن يُحسن علاقته بربه، فليبدأ بالصلاة، فهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، والحج، وإن كان من أركان الإسلام العظيمة، لا يُغني عن هذه الفريضة التي هي صلة يومية بين العبد وربه.

لذا، فليكن الحج بداية جديدة، وليس مخرجًا للهروب من أداء ما فُرض عليك، فمن رحمة الله أنه يقبل التائبين، ويعينهم على قضاء ما فاتهم، طالما صدقت نيتهم، وحسُنت توبتهم.

تم نسخ الرابط