عاجل

ترامب يلوح باتفاق نووي مع إيران.. فهل تفتح طهران الباب؟

ترامب
ترامب

في تطور جديد يعكس استمرار الجدل حول الملف النووي الإيراني، تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رغبته في التوصل إلى "اتفاق سلام نووي يمكن التحقق منه" مع طهران، مؤكدًا أن الهدف هو منعها من امتلاك أسلحة نووية مع ضمان نموها وازدهارها الاقتصادي.  

كما نفى ترامب وجود أي نية من جانب واشنطن أو تل أبيب لتدمير إيران أو شن أي ضربات عسكرية عليها، مشددًا على أهمية بدء المفاوضات فورا.

جاءت هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إيران ضغوطا متزايدة من المجتمع الدولي، خاصة مع اقتراب مهلة إعادة فرض العقوبات الأممية .. وفي المقابل، ردت طهران بحذر، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، وأن أي اتفاق جديد يجب أن يراعي مصالحها ويضمن رفع العقوبات المفروضة عليها.

ترامب يدعو إيران لبدء التفاوض النووي

وقال ترامب، في منشور على منصته "Truth Social":" أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، ولكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، ستفجر إيران إلى أشلاء، مبالغ فيها إلى حد كبير".

وأضاف:" أفضل كثيرا التوصل إلى اتفاق سلام نووي موثق، يسمح لإيران بالنمو والازدهار سلميا .. يجب أن نبدأ العمل عليه على الفور، وأن نقيم احتفالا كبيرا في الشرق الأوسط عندما يتم التوقيع عليه واتمامه .. بارك الله في الشرق الأوسط!"

وكرر الرئيس الأمريكي في منشوره التعليقات التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الاثنين ملتزمان بضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي.

يذكر أن الرئيس الأمريكي، الثلاثاء الماضي، واصل حملته "للضغط الأقصى" على إيران، بما في ذلك الجهود الرامية إلى خفض صادراتها النفطية إلى الصفر، في محاولة لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية .. وأعادت هذه الخطوة السياسة الأمريكية الصارمة تجاه إيران التي طبقها ترامب طوال فترة ولايته الأولى.

واعترض ترامب على فكرة أن إيران ضعيفة حاليا عندما ذكر ذلك خلال مؤتمره الصحفي مع نتنياهو، مؤكدا:" إنهم ليسوا ضعفاء .. إنهم أقوياء جدا الآن، ولن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي.. الأمر بسيط للغاية".

وقال:" وقعت على إعلان قوي جدا .. هذا لا يعني أنهم لن يكونوا ضعفاء في المستقبل".

 

إيران تحدد استراتيجيتها لإجراء مفاوضات حقيقية

 

وردا على ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن إيران لن تسمح للولايات المتحدة بتكرار فشلها في تنفيذ الاتفاق النووي السابق، مشددا على أن المفاوضات "يجب أن تجرى بحكمة".

وأكد عراقجي على الحاجة إلى فهم واضح للمشهد الجيوسياسي الحالي، مشيرا إلى أن "العقوبات غير العادلة المفروضة على إيران تشكل عقبة رئيسية أمام التنمية الاقتصادية في البلاد.

وحدد وزير الخارجية الإيراني استراتيجيتين مهمتين للتعامل مع هذه العقوبات، بما في ذلك المفاوضات والانخراط مع الشركاء الدوليين لرفعها، فضلا عن تحييد تأثيرها من خلال الاكتفاء الذاتي والمبادرات الداخلية، والتي يعتبرها ذات أولوية قصوى.

وشدد عراقجي على أن إيران "يجب أن تخيب آمال الأطراف التي تفرض العقوبات، واصفا تحييد العقوبات بأنه واجب وطني". وأضاف أنه في حين أن المفاوضات ضرورية لرفع العقوبات، إلا أنها لا ينبغي أن تستند إلى سياسة الضغط الأقصى.

وأكد أن المفاوضات من موقف الضعف ليست مفاوضات حقيقية، إنها استسلام ولن نتفاوض إيران أبداً في مثل هذه الظروف.

وأوضح أن إيران لم ترفض المفاوضات أبدا، لكن تجربة الاتفاق السابق أظهرت أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة، مضيفاً أن إيران لن تتفاوض مع دولة تفرض عقوبات جديدة وهي جالسة على طاولة المفاوضات.


تجربة فاشلة

وقد صرح وزير الخارجية الإيراني، بأن إعادة فرض سياسة الضغط القصوى ضد إيران ستنتهي بـ "الفشل" كما حدث عندما كان ترامب في منصبه سابقا.

وقال عراقجي، عقب اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني:" أعتقد أن ممارسة أقصى قدر من الضغط هو تجربة فاشلة ومحاولة ذلك مرة أخرى ستتحول إلى فشل آخر"، مؤكدا في الوقت ذاته أن طهران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية.

وكجزء من سياسة "أقصى قدر من الضغط" خلال ولايته الأولى التي انتهت في عام 2021، انسحب ترامب من الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوى الكبرى وأعاد فرض العقوبات القاسية.

وقال عراقجي، مكررًا تصريحاته - التي سخرت منها القوى الغربية - بأن برنامج طهران مدني بحت:" إذا كانت القضية الرئيسية هي أن إيران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية، فهذا أمر قابل للتحقيق ولا يمثل مشكلة كبيرة".

 

الرئيس الإيراني يقلل من تأثير العقوبات على إيران

 

من جانبه فقد قلل الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان من تأثير العقوبات على إيران، وقال:" تهدد أمريكا بفرض عقوبات جديدة، لكن إيران دولة قوية وغنية بالموارد، ويمكنها التغلب على التحديات من خلال إدارة مواردها". 

في سياق متصل، قال مسؤول إيراني كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن طهران تريد من الولايات المتحدة "كبح جماح إسرائيل إذا كانت واشنطن تسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع ايران.

 

تم نسخ الرابط