عاجل

فوائد عياط نص الليل: علاج نفسي صامت يعيد التوازن والصحة

دموع نصف الليل
دموع نصف الليل

في سكون الليل، حين يخلد الجميع إلى النوم وتخفت ضوضاء العالم، هناك من يسهرون على عياط نص الليل، يذرفونها بصمت دون شهود، يُعرف هذا البكاء باسم "عياط نص الليل"، وغالبًا ما يرتبط بالحزن أو الوحدة أو لحظة انكسار عاطفي، لكن، بعيدًا عن الصورة النمطية، كشف عدد من الأطباء النفسيين وعلماء الأعصاب أن للبكاء الليلي فوائد نفسية وجسدية مفاجئة قد تضعه في خانة "العلاج الذاتي الصامت".

ووفقًا لموقع "Verywell Mind" المتخصص في الصحة النفسية، فإن للبكاء في ساعات الليل المتأخرة دورًا مهمًا في إعادة توازن الجسد والعقل، إذ يُعد هذا الفعل الطبيعي وسيلة من وسائل التخلص من الأعباء النفسية التي تثقل كاهل الإنسان.

تطهير داخلي من ضغوط اليوم

حين يبكي الإنسان نتيجة مشاعر قوية، فإن الدموع لا تُفرغ الحزن فقط، بل تخرج معها هرمونات التوتر، وأبرزها الكورتيزول. هذا النوع من الدموع يُعرف بـ "الدموع العاطفية"، وهي تختلف عن دموع التهيج أو البكاء نتيجة ألم جسدي، لأنها تعمل فعليًا على تطهير الجسم من الشحنات السلبية، ما يسمح للفرد بالشعور بخفة داخلية بعد نوبة البكاء.

انطلاق هرمونات الراحة والسعادة

في لحظات البكاء العميق، يفرز الدماغ هرمونات مثل الأوكسيتوسين والإندورفين، وهما من المواد الكيميائية الطبيعية التي تعمل على تخفيف الألم وتحسين المزاج. هذه المواد تُعرف أيضًا بـ "هرمونات السعادة"، لأنها تساعد على تهدئة الجهاز العصبي، وتمنح شعورًا بالطمأنينة بعد البكاء.

 تسكين الآلام العاطفية والجسدية

الغريب أن الدموع لا تعالج الألم النفسي فقط، بل تساعد في التخفيف من الألم الجسدي أيضًا. فالجسم، عند البكاء، يطلق مواد أفيونية داخلية تُشبه المورفين، تعمل كمسكنات طبيعية. ولهذا، قد يشعر بعض الأشخاص بانخفاض حدة الألم الجسدي بعد نوبة بكاء صادقة.

تحسين نوعية النوم

البكاء في وقت متأخر من الليل قد يكون بمثابة إعداد طبيعي للجسم للدخول في مرحلة استرخاء. ذلك لأن البكاء ينشّط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، المسؤول عن تهدئة الجسم بعد فترات من التوتر. هذا التحول من حالة الانفعال إلى حالة السكون يجعل الإنسان أكثر قابلية للدخول في نوم عميق ومريح، وهو ما يعزز بدوره الصحة النفسية والجسدية.

إعلان بداية جديدة

رغم أن لحظة البكاء قد تبدو لحظة انكسار، إلا أنها كثيرًا ما تمثل بداية رحلة التعافي. حين تصل المشاعر إلى ذروتها ويتم الإفراج عنها عبر الدموع، يكون ذلك بمثابة "إعادة تشغيل" للجهاز النفسي. فغالبًا ما يعقب البكاء شعور بالراحة والوضوح، وكأن الإنسان خرج من نفق مظلم إلى بداية طريق جديد.

البكاء ليس ضعفًا

ربما نعيش في مجتمعات تميل إلى كبت المشاعر وربط الدموع بالضعف، لكن الحقيقة العلمية والإنسانية تؤكد أن البكاء، خصوصًا في صمت الليل، ليس إلا فعلًا إنسانيًا راقيًا، يحافظ على التوازن الداخلي ويمنح النفس فرصة للتعافي. "عياط نص الليل" ليس استسلامًا للحزن، بل هو صرخة شفاء تخرج من أعماق الروح، لتُعلن أننا ما زلنا بشرًا نشعر، نُرهق، ونحاول النجاة.

تم نسخ الرابط