هل يجوز أن أصوم الجمعة منفرداً ويكون قضاءً لرمضان؟.. دار الإفتاء توضح

يتساءل كثير من المسلمين عن حكم صيام يوم الجمعة منفرداً، وهل يمكن أن يعتبر ذلك قضاءً لأيام رمضان التي أفطروا فيها بسبب عذر ما. ويعد هذا السؤال من الأسئلة الفقهية التي تشغل بال الكثيرين، خاصة في ظل ضيق الوقت أو لظروف خاصة تجعلهم يتساءلون عن الأحكام المتعلقة بالصيام في هذا اليوم.

في البداية، يهمنا أن نوضح أن صيام رمضان يعد من أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، ومن أفطر في رمضان بسبب مرض أو سفر أو أي عذر شرعي آخر، يجب عليه قضاء الأيام التي فاته صيامها قبل حلول رمضان القادم. وتعتبر هذه المسألة من المسائل التي اتفق عليها الفقهاء في جميع المذاهب.

أما بالنسبة لصيام يوم الجمعة منفرداً، فقد ورد في السنة النبوية الشريفة تحذير من تخصيص يوم الجمعة بالصيام منفرداً دون صيام يوم قبله أو يوم بعده. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده”، وهو حديث صحيح. وهذا التحذير جاء لمنع المسلم من أن يخصص يوم الجمعة بالصيام دون أن يكون ذلك جزءاً من صيام آخر، سواء كان قبل الجمعة أو بعدها.

رأي دار الإفتاء في صيام يوم الجمعة منفرداً كقضاء لصيام رمضان

تناولت دار الإفتاء المصرية مسألة صيام يوم الجمعة منفرداً في عدة فتاوى، وأوضحت الرأي الشرعي في هذا الشأن بناءً على ما ورد في السنة النبوية وأقوال الفقهاء.

1. حكم صيام يوم الجمعة منفرداً:
أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها أن صيام يوم الجمعة منفرداً لا يُستحب، وأنه يجب على المسلم تجنب تخصيص يوم الجمعة بالصيام منفرداً. وقد استندت دار الإفتاء إلى ما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده” (رواه مسلم)، وهو ما يبين أن تخصيص يوم الجمعة بالصيام دون يوم قبله أو بعده يتنافى مع السنة النبوية.

2. حكم صيام الجمعة في قضاء رمضان:
أما فيما يتعلق بصيام يوم الجمعة منفرداً كقضاء لصيام رمضان، فقد أكدت دار الإفتاء أنه يمكن للمسلم أن يصوم يوم الجمعة منفرداً إذا كان ذلك بقصد قضاء أيام رمضان التي أفطر فيها بسبب عذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو غيره من الأعذار. وتُعتبر هذه الحالة استثناء من القاعدة العامة التي تمنع تخصيص الجمعة بالصيام منفرداً. وقد أشارت دار الإفتاء إلى أنه لا مانع شرعاً من صيام يوم الجمعة إذا كان جزءاً من صيام متتابع، مثل صيام قضاء رمضان، أو كان مصحوباً بنية صيام يوم آخر مثل الخميس أو السبت.

3. نصيحة دار الإفتاء:
على الرغم من جواز صيام يوم الجمعة منفرداً كقضاء عن صيام رمضان، إلا أن دار الإفتاء المصرية تنصح بعدم تخصيص هذا اليوم بالصيام منفرداً إلا إذا كان هناك سبب شرعي، مثل قضاء صيام رمضان. ويفضل أن يكون الصيام متتابعاً أو مصحوباً بيوم آخر، وذلك تجنباً لترك يوم الجمعة خالياً من العبادة الجماعية التي يفرضها الإسلام في هذا اليوم.

رغم أن دار الإفتاء المصرية تبيح صيام يوم الجمعة منفرداً إذا كان بقصد قضاء أيام رمضان، إلا أنها تنبه إلى أن تخصيص هذا اليوم بالصيام منفرداً دون سبب شرعي يعد مخالفاً للسنة النبوية، ولذلك يفضل تجنب ذلك إلا في حالات الضرورة مثل قضاء الصيام