عاجل

حرب السودان تُدمر مركز الأبحاث الوحيد في العالم لمرض "المايستوما"

مركز أبحاث المايستوما 
مركز أبحاث المايستوما 

أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس، أن المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما (الورم الفطري)، وهو مرض استوائي مهمل شائع بين المزارعين، قد دُمّر في الخرطوم بسبب الحرب في السودان.

وصرح مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لوكالة فرانس برس، الخميس: "لقد تضرر مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم بشدة جراء الحرب وتعرض لدمار كبير".

مرض المايستوما 

يُسبب مرض المايستوما بكتيريا أو فطريات، وعادةً ما يدخل الجسم من خلال الجروح، وهو مرض معدي ومُدمر لأنسجة الجسم، يُصيب الجلد والعضلات وحتى العظام.

غالبًا ما يُسبب هذا المرض تورمًا في القدمين، ولكنه قد يُسبب أيضًا نموًا يشبه البرنقيل ويدين تشبهان الهراوات.

وقال أحمد فحل، مدير مركز أبحاث المايستوما، لوكالة فرانس برس: "دُمر المركز وجميع بنيته التحتية خلال الحرب في السودان".

قال الفحل، الذي عالج مركزه آلاف المرضى من السودان ودول أخرى: "لقد فقدنا جميع محتويات بنوكنا البيولوجية، حيث كانت هناك بيانات لأكثر من 40 عامًا".

حرب السودان

واندلع النزاع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص متسبّبة، وفق الأمم المتحدة، بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق، وقد تسببت أيضا بانهيار النظام الصحي.

انهيارٍ مُدقع

يقع مركز البحوث الطبية في منطقة الخرطوم، التي استعادها الجيش الشهر الماضي من قوات الدعم السريع خلال حربٍ أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 12 مليونًا.

كما يُعاني نظام الرعاية الصحية في السودان من "انهيارٍ مُدقع"، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

من بين ضحايا الصراع الآن مركز البحوث الطبية، الذي تأسس عام 1991 تحت رعاية جامعة الخرطوم. لقد كانت قصة نجاحٍ طبي نادرة في السودان الفقير.

وفي مقطع فيديو تلقته فرانس برس الأربعاء، يظهر مركز الأبحاث متضررا بشكل كبير، إذ يمكن رؤية أسقف منهارة ورفوف مقلوبة ووثائق متناثرة.

ولا يزال متعذرا على السلطات الصحية الوصول إلى موقع المركز، مما يحول دون "إجراء أي تقييم للأضرار"، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

المركز الوحيد في العالم

وأكدت المنظمة لفرانس برس أن المركز الذي تأسس عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم هو الوحيد في العالم المخصص لدراسة الورم الفطري، وكان المركز يستقبل كل عام 12 ألف مريض، وفقا لمؤسسه.

وفي عام 2019، أجرى المركز أول تجربة سريرية في العالم على هذا الورم، بدعم من منظمة الصحة العالمية والحكومة السودانية.

ويمكن للورم الفطري الذي تسببه بكتيريا أو فطريات موجودة في التربة أو الماء، أن يؤدي إلى تآكل العظام.

في عام 2016، صنفت منظمة الصحة العالمية مرض المايستوما الذي يؤثر خصوصا في الفئات السكانية المحرومة وكذلك المزارعين والعمال والرعاة في البلدان النامية، على أنه من بين "الأمراض المدارية المُهمَلة".

تم نسخ الرابط