لماذا سُميت مصر "أم البلاد"؟.. من أول نبي أطلق عليها هذا اللقب

أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، أن مصر تعد "أم البلاد"، وهي أرض مباركة ومحفوظة بفضل الله تعالى، مشيرًا إلى مكانتها العظيمة في قلب الأمة الإسلامية، ودورها التاريخي الممتد عبر العصور.
مكانة مصر في القرآن والسنة
وأوضح الدكتور وسام، خلال لقائه في برنامج "مع الناس" على قناة "الناس"، أن الله سبحانه وتعالى وصف مصر بأنها "مقام كريم" و"مبوَّأ صدق"، ما يعكس تاريخها العريق وحضارتها الراسخة، كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا"، تأكيدًا على المحبة الخاصة التي تحظى بها مصر وأهلها.
وأضاف أن مصر ذُكرت في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وهو ما يدل على أن مصر بلد الأمن والأمان، وقد كانت دائمًا ملاذًا للأنبياء والأولياء عبر العصور. كما لجأ إليها نبي الله يوسف، واستضافت السيدة مريم وابنها عيسى عليهما السلام، وكانت موطنًا لكثير من الأحداث التاريخية والدينية العظيمة.
مصر.. أصل العرب وأم البلاد
وأشار وسام إلى أن السيدة هاجر، أم العرب، كانت مصرية، مما يجعلها أصلًا للعرب جميعًا واستدل بما ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أن سيدنا نوح عليه السلام دعا لابنه قائلًا: "اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته، وأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات".
وأوضح أن لقب " أم البلاد" ليس مجرد مصطلح شاع في النشيد الوطني "مصر يا أم البلاد"، بل له جذور دينية وتاريخية، وتمت الإشارة إليه في كتب مثل "فتوح مصر والمغرب"، والتي وثقت الكثير من الأحداث التاريخية التي تؤكد مكانة مصر المتميزة بين الأمم.
مصر عبر العصور.. درع الأمة الإسلامية
أكد الدكتور وسام أن مصر كانت دائمًا حاميةً للأمة الإسلامية، مشيرًا إلى دور جيشها في تحرير بيت المقدس من الصليبيين، ودحر التتار، إضافة إلى دورها البارز في مواجهة الغزوات المغولية، والتصدي للاستعمار عبر مختلف المراحل التاريخية.
وأشار إلى أن الجيش المصري كان دائمًا رأس الحربة في الدفاع عن الأمة، حتى في العصر الحديث، حيث لعب دورًا محوريًا في حرب أكتوبر 1973، التي مثلت نقطة تحول تاريخية واستعادة لكرامة الأمة العربية والإسلامية، رغم قلة العدد والعتاد، وهو ما يجسد النبوءات النبوية حول النصر والتأييد الإلهي.
مصر.. أرض محروسة بفضل الله
اختتم وسام حديثه بالتأكيد على أن مصر ستظل محروسة بفضل الله، وأن أهلها يتحلون بحب عميق للمقدسات الدينية، وهي محبة تمتد عبر الأجيال، تعكسها أفعالهم ودورهم الرائد في الدفاع عن الأمة وحماية مقدساتها.
كما شدد على أن مصر لم تكن مجرد دولة عادية، بل هي رمز حضاري يمتد عبر آلاف السنين، يجمع بين الهوية الدينية والتاريخية والوطنية، مما يجعلها دائمًا في مقدمة الدول التي تحافظ على استقرار الأمة الإسلامية، وتظل نموذجًا في القوة والصمود على مر العصور.