خطبة الجمعة وصلاتها.. حكم التأخر عنها وما سننها؟

يعد يوم الجمعة من أفضل الأيام عند المسلمين، وهو يوم ذو مكانة خاصة في الإسلام، ففيه تقام صلاة الجمعة التي تعد واجبة على كل مسلم بدلا من صلاة الظهر، ويسبقها خطبة يلقيها الإما . لذلك يكثر البحث دائما عن حكم التأخر علي خطبة الجمعة.
حكم التأخر على خطبة الجمعة
وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء يتعلق بحكم التأخر على خطبة الجمعة، وأجابت: التأخر عن خطبة الجمعة مسألة اختلف فيها الفقهاء، ويتعلق الحكم بها بعدة جوانب، منها وجوب السعي إلى الجمعة، وفضل التبكير، وما يترتب على فوات الخطبة.
وجوب السعي إلى الجمعة والتبكير إليها
1. من القرآن الكريم، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة: 9).
الآية تدل على وجوب السعي إلى الجمعة وترك الانشغال بغيرها، ويدخل في ذلك السعي لحضور الخطبة.
2. من السنة النبوية، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:« إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، وجلسوا يستمعون الذكر» .. متفق عليه.
يدل الحديث على أن الملائكة تسجل من يأتي مبكرًا، ثم عند خروج الإمام تختم الصحف، وهذا يشير إلى أهمية الحضور قبل الخطبة.
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:« من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طُهر، ثم ادهن أو مس من طيب، ثم راح فلم يفرق بين اثنين، فصلى ما كتب له، ثم أنصت إذا تكلم الإمام، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» .. رواه البخاري ومسلم.
الحديث يبين فضل الحضور مبكرًا والإنصات للخطبة، مما يدل على أهميتها.
آراء الفقهاء في حكم التأخر عن الخطبة
1. الحنفية: يرون أن خطبة الجمعة شرط لصحتها، لكن حضورها ليس شرطًا لصحة الصلاة، فمن أدرك ركعة من الجمعة فقد أدركها، لكن الأفضل عدم التأخر.
2. المالكية: يوجبون حضور الخطبة، ويرون أن من تعمد التأخر عنها آثم، لأن الخطبة عندهم تقوم مقام ركعتين من الصلاة.
3. الشافعية: يرون أن حضور الخطبة سنة مؤكدة، ومن فاتته الخطبة فاته أجر عظيم، لكنه لا يأثم إذا أدرك الصلاة.
4. الحنابلة: يرون أن التأخر عن الخطبة مكروه، ومن فاتته الخطبة فقد فاته جزء من الجمعة، لكن الصلاة تظل صحيحة.
وبناءً على ذلك فالتأخر عن الخطبة مكروه عند الجمهور، لكنه لا يُبطل صلاة الجمعة.
كما أن المالكية يتشددون في الأمر، ويرون أن تعمد تفويت الخطبة معصية، والسنة تؤكد فضل التبكير والاستماع للخطيب، ومن فاته ذلك فاته فضل كبير .. ومن أدرك ركعة من صلاة الجمعة فقد أدركها، ومن فاته ذلك يصليها ظهرًا.
آداب وسنن الجمعة
يوم الجمعة يوم مبارك في الإسلام، وله آداب وسنن يستحب للمسلم الالتزام بها، ومنها:
1. الاغتسال: يستحب للمسلم الاغتسال يوم الجمعة، فقد قال النبي ﷺ:" غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم" ..متفق عليه.
2. التطيب ولبس أحسن الثياب: من السنة أن يتجمل المسلم في هذا اليوم، كما قال النبي ﷺ:" من اغتسل يوم الجمعة، وتطهر بما استطاع من طهر، ثم ادهن، أو مسّ من طيب بيته، ثم راح فلم يفرق بين اثنين، ثم صلى ما كتب له، ثم أنصت إذا تكلم الإمام، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" ..رواه البخاري.
3. التبكير إلى المسجد: يفضل الذهاب مبكرًا لصلاة الجمعة، فقد ورد في الحديث:" من راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة…" ..متفق عليه.
4. قراءة سورة الكهف: من السنن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فقد قال النبي ﷺ:" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
5. الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ: قال النبي ﷺ:" إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي".
6. الإنصات عند الخطبة: يجب على المسلم الاستماع لخطبة الجمعة وعدم الانشغال عنها، فقد قال النبي ﷺ:" إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب، فقد لغوت"..(متفق عليه.
7. الدعاء في ساعة الاستجابة: في يوم الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما قال النبي ﷺ:" فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".. متفق عليه.
8. الإكثار من الذكر والاستغفار: يُستحب أن يكثر المسلم من ذكر الله، خاصة بعد صلاة الجمعة.