ما هو الميقات المكاني لمن يحج عن المتوفى؟.. دار الإفتاء توضح الضوابط

مع حلول موسم الحج، يتزايد اهتمام المسلمين حول العالم بتفاصيل المناسك، ولا سيما من يؤدي الحج نيابة عن غيره، سواء بسبب عجز أو وفاة، وتبرز هنا تساؤلات مهمة، منها: ما هو الميقات المكاني لمن يحج عن المتوفى؟، وهل هناك فرق في النية أو المكان الذي يجب أن يحرم منه من ينوب عن شخص متوفى؟
وفيما يلي، نوضح حكم دار الإفتاء المصرية، وعدد من علماء الشريعة، في هذا الأمر المهم، الذي يشغل بال العديد من المسلمين، خاصة أولئك الذين يؤدون فريضة الحج بالنيابة عن آبائهم أو أمهاتهم أو أقاربهم الذين توفاهم الله ولم يتمكنوا من أداء الفريضة.
ما المقصود بالميقات المكاني؟
قبل الحديث عن الحكم، من المهم أن نوضح معنى "الميقات المكاني"، الميقات هو المكان الذي يُحرم منه الحاج أو المعتمر بنية الدخول في النسك (حجًا أو عمرة)، وقد ورد النبي محمد صلى الله عليه وسلم خمس مناطق رئيسية تعد مواقيت مكانية للحجاج، حسب أماكن قدومهم، وهي:
- ذوالحليفة لأهل المدينة
- الجحفة لأهل الشام
- قرن المنازل لأهل نجد
- يلملم لأهل اليمن
- ذات عرق لأهل العراق
الحج عن الغير.. هل له ميقات خاص؟
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء، أن من يحج عن شخص متوفى يجب أن يحرم من الميقات المكاني الخاص بالشخص المتوفى، وليس من الميقات الأقرب له هو، بمعنى آخر، من ينوب عن غيره في الحج يجب أن يتقمص نية الشخص المتوفى في كل شيء، بما في ذلك ميقات الإحرام.
فإذا كان الشخص المتوفى من أهل مصر، فإن الميقات المكاني المناسب هو رابغ أو الجحفة، أما إذا كان من المدينة، فالميقات هو ذو الحليفة، وهكذا بحسب بلد المتوفى.
نية الحج عن المتوفى
أكد علماء الفتوى، أن نية الحج عن الغير يجب أن تُعقد من بداية الإحرام، فلا يصح أن يُحرم الشخص لنفسه ثم يحول النية إلى المتوفى لاحقًا، بل يجب أن يكون واضحًا منذ البداية أنه يحج عن فلان المتوفى، ويُستحب أن يقول عند عقد النية: "لبيك حجًا عن فلان"، أو "اللهم حجًا عن فلان".
والنية هنا ليست فقط ركنًا أساسيًا، بل تؤثر في مشروعية النسك وقبوله، لأن النيابة في العبادات تحتاج إلى وضوح القصد وتحديد من يقوم بالحج عنه.
هل يشترط معرفة مكان المتوفى بالتحديد؟
في بعض الأحيان، قد لا يعرف النائب بالضبط الميقات المكاني للمتوفى، خصوصًا إن كان يعيش خارج بلاده أو لم يكن معروفًا مكان إقامته الأخيرة، هنا تشير دار الإفتاء إلى أنه في مثل هذه الحالات يُجتهد في اختيار الميقات الأقرب لموطن المتوفى، أو يحرم من أحد المواقيت المعلومة التي لا تُقصِّر في النية، لكن لا يجوز أن يُحرم من داخل مكة مثلًا، لأن ذلك يُعد تجاوزًا للميقات، ويستلزم فدية، ما لم يكن داخل حدود الميقات فعلًا وقت الإحرام.
هل هناك فرق بين الحج والعمرة في النيابة؟
أجابت الفتاوى أن الحكم واحد في الحج والعمرة، فكلاهما يتطلبان الإحرام من الميقات المكاني المناسب للمنوب عنه، ولا فرق بين النسكين من حيث وجوب الالتزام بالمكان والنية، وإن كان الحج أعظم أجرًا وأشد التزامًا، لكن القاعدة الشرعية واحدة.
هل يجوز الحج عن المتوفى دون إذن سابق؟
من الأسئلة التي تكررت هل يجوز أن أحج عن والدي المتوفى دون أن يوصي بذلك قبل وفاته؟، وهنا أكدت الفتوى أن الحج عن المتوفى جائز بدون وصية، بل يعد من البر العظيم، بشرط أن يكون الحاج قد أدى الفريضة عن نفسه أولًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة"، ويُشترط كذلك أن يكون النائب مسلمًا بالغًا عاقلًا قادرًا على أداء المناسك كاملة دون مشقة خارجة عن المعتاد.
نصائح قبل النية بالحج عن الغير
قدمت الفتوى مجموعة من النصائح لمن ينوي الحج عن متوفى، أهمها:
- التأكد من أنه قد أدى الفريضة عن نفسه أولًا.
- اختيار الميقات المكاني المناسب للمتوفى بحسب بلده أو جهة إقامته.
- عقد النية بوضوح وتحديد اسم الشخص المتوفى عند الإحرام.
- تجنب تأخير النية أو تغييرها بعد الإحرام.
- الاستعداد النفسي والبدني الكامل لأداء مناسك الحج كما لو كان يحج لنفسه.
أين يُحرم من ينوب عن المتوفى؟
تؤكد دار الإفتاء أن الميقات المكاني لمن يحج عن متوفى هو الميقات الذي كان سيُحرم منه المتوفى لو كان حيًا. وهذا يتطلب من النائب أن يلتزم بنفس الترتيبات، بدءًا من الميقات إلى النية، ليكون الحج صحيحًا ومقبولًا بإذن الله.