تقرير: التجارة الإلكترونية في الصين تتحدى التباطؤ الاقتصادي (فيديو)

في وقت تعاني فيه الصين من تباطؤ اقتصادي واضح ناجم عن ضعف الاستهلاك المحلي وتصاعد التوترات التجارية مع الغرب، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن قفزة نوعية في قطاع التجارة الإلكترونية خلال الربع الأول من العام الجاري، مؤكدةً أن هذا النمو جاء مدعومًا بسياسات حكومية استباقية تهدف إلى تحفيز الإنفاق وتنشيط السوق المحلية.

برنامج "المراقب"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد بشتو عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تناول هذه الظاهرة المتسارعة في تقرير بعنوان "منصات الصين الرقمية تعيد تشكيل خريطة التجارة الإلكترونية عالميًا"، حيث سلط الضوء على الطفرة الإلكترونية التي تقودها الصين رغم الضغوط الاقتصادية الخارجية المتزايدة.

500 مليار دولار 

ووفقًا لبيانات رسمية أوردتها صحيفة "الشعب اليومية" الصينية، فقد بلغت قيمة مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في الصين نحو 3.6 تريليون يوان، أي ما يعادل تقريبًا 500 مليار دولار أمريكي خلال أول ثلاثة أشهر من 2025. هذا الرقم يعكس قوة الدفع الرقمية التي بدأت تتشكل في الأسواق الصينية وتعيد صياغة أنماط الاستهلاك.

وساهمت السياسات الحكومية بفعالية في هذا الإنجاز، ومن أبرزها مبادرة "استبدال السلع القديمة بأخرى جديدة"، والتي استهدفت تحفيز الأسر الصينية على التخلص من الأجهزة والأدوات المستهلكة واستبدالها بمنتجات حديثة، ما أدى إلى انتعاش ملحوظ في حركة المبيعات.

المنتجات المنزلية 

وتشير البيانات إلى أن مبيعات الأجهزة المنزلية عبر الإنترنت ارتفعت بنسبة 5.7%، فيما سجّلت السلع الرقمية نموًا تراوح بين 4% و7.4%، وهو ما يعكس إقبالًا متزايدًا على التحديث التكنولوجي داخل البيوت الصينية.

أما قطاع الترفيه فقد شهد طفرة لافتة، بزيادة بلغت 40% خلال الربع الأول، مدفوعًا بإنتاج مجموعة من الأفلام عالية الجودة التي لاقت رواجًا كبيرًا عبر المنصات الرقمية، ما أظهر التحول الحاصل في أنماط استهلاك المحتوى لدى الجمهور المحلي.

دمج السوق المحلية 

في مواجهة القيود الجمركية الأميركية وتضييق الخناق على المنتجات الصينية، أعلنت وزارة التجارة أنها تعمل بالشراكة مع الشركات المحلية على دمج السوقين المحلية والخارجية، من خلال تعزيز إنتاج سلع عالية الجودة تلبي تطلعات السوق المحلية وتصلح أيضًا للتصدير، ما يعزز من مرونة الاقتصاد في وجه التحديات الخارجية.

وقد اتخذت أكثر من 100 منصة تجارة إلكترونية إجراءات عاجلة لدعم هذا التوجه، عبر تطوير خدماتها وتحسين تجربة المستخدم، وتوفير خيارات واسعة من المنتجات بأسعار منافسة وجودة محسّنة.

إصرار على الابتكار 

النمو المتسارع في التجارة الإلكترونية الصينية لم يأتِ من فراغ، بل يعكس قدرة الاقتصاد الصيني على التكيّف مع التغيرات العالمية، واستغلال أدواته الرقمية بفاعلية لتثبيت أقدامه في مشهد اقتصادي عالمي متقلب.

وتظهر التجربة الصينية في هذا السياق نموذجًا يُحتذى به في التحول الرقمي كوسيلة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، في وقت تبحث فيه معظم الاقتصادات عن أدوات جديدة لمواجهة الأزمات والتقلبات السياسية والمالية على الساحة الدولية.