في ذكرى وفاتها .. نادية لطفي من السينما إلي حرب اكتوبر

تحل اليوم ذكرى وفاة النجمة الكبيرة نادية لطفي، التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية والعربية .. لم تقتصر نجوميتها على موهبتها الفنية فحسب، بل كانت شخصية ذات وعي وثقافة وشخصية وطنية بما تحمله الكلمة من معان، كما كان لها دورا مؤثرا في المشهد السينمائي خلال فترة تألقها.
نادية لطفي كانت واحدة من الممثلات القلائل اللواتي حظين بشرف دخول قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، حيث شاركت في ستة أفلام بارزة هي: "الناصر صلاح الدين"، "المستحيل"، "أبي فوق الشجرة"، "الخطايا"، "السمان والخريف"، و"المومياء"، الذي ظهرت فيه كضيفة شرف.
وفي مطلع هذا العام، كُرّمت من خلال إدراج اسمها في مشروع "عاش هنا"، الذي ينفذه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمها على منزلها في جاردن سيتي، تكريمًا لمسيرتها الفنية الطويلة.
مولدها ونشأتها
وُلدت نادية لطفي باسم "بولا محمد مصطفى شفيق"، في القاهرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، كان والدها محاسبًا مولعًا بالفن، وقد انتقلت إليها هذه العدوى منذ الصغر، فشاركت في العروض المدرسية، وكانت بدايتها الفنية عندما اكتشفها المنتج رمسيس نجيب، الذي منحها اسمها الفني المستوحى من شخصية فاتن حمامة في فيلم "لا أنام".
على مدار ثلاثة عقود، قدمت نادية لطفي أكثر من 75 فيلمًا، بالإضافة إلى مشاركة وحيدة في الدراما التلفزيونية والمسرح، ولم يكن نجاحها فنيًا فقط، بل لعبت دورًا وطنيًا مؤثرًا، حيث ساندت أسر الشهداء خلال حرب 1967، وتواجدت في الخطوط الأمامية لدعم الجنود أثناء حرب الاستنزاف، كما تطوعت في المستشفيات العسكرية خلال حرب أكتوبر.
من أشهر أعمالها السينمائية: "عدو المرأة"، "الليالي الطويلة"، "عندما نحب"، "جريمة في الحي الهادئ"، "أيام الحب"، "الأخوة الأعداء"، "بديعة مصابني"، "النظارة السوداء"، "أبي فوق الشجرة"، "السمان والخريف"، "الباحثة عن الحب"، "الناصر صلاح الدين"، "مذكرات تلميذة"، "الخطايا"، وغيرها من الأفلام التي صنعت تاريخها. كما قدمت عملًا مسرحيًا واحدًا وهو "بمبة كشر".
ديانتها وسر اسم بولا
اسمها الحقيقي أثار تساؤلات حول ديانتها، إذ اعتقد البعض أنها مسيحية بسبب اسم "بولا"، لكنها أوضحت أن والدتها أطلقت عليها هذا الاسم تيمّنًا براهبة مسيحية كانت معروفة بأعمال الخير، وأكدت أنها مسلمة.
رحلت الفنانة الكبيرة نادية لطفي عن عالمنا في مثل هذا اليوم 4 فبراير 2020 عن عمر 83 عامًا بعد صراع مع المرض، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا خالدًا سيظل حيًا في ذاكرة عشاق السينما.