"الحليب الخام" مشروب صحي أم قنبلة موقوتة؟.. دراسة تحسم الجدل

يشهد الحليب الخام رواجًا متزايدًا على مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره خيارًا صحيًا بديلاً عن الحليب المبستر، حيث يروّج له بعض المستخدمين بصفته علاجًا طبيعياً للعديد من المشاكل الصحية، لكن دراسة حديثة تحذر من المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاكه، مؤكدة أن عدم إخضاعه للبسترة يجعله بيئة خصبة لنمو البكتيريا والجراثيم الضارة.
ما الفرق بين الحليب الخام والمبستر؟
الحليب الخام هو الحليب الذي يُستهلك مباشرة بعد الحلب دون تعقيم أو بسترة. في المقابل، يخضع الحليب المبستر لعملية تسخين دقيقة تهدف إلى القضاء على الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والبروسيلا.

مزاعم شائعة حول فوائد الحليب الخام
- من بين الادعاءات المنتشرة بشأن فوائد الحليب الخام:
- يحتوي على نسبة أعلى من البروتين والفيتامينات.
- يساعد في تحسين الهضم بفضل وجود بكتيريا نافعة.
- يُعتقد أنه مفيد لمرضى الربو أو الأشخاص غير القادرين على تحمل اللاكتوز.
لكن هذه الفوائد لا تزال موضع جدل علمي، إذ تشير الأبحاث إلى أن معظم العناصر الغذائية لا تتأثر بالبسترة بشكل كبير، وأن الفوائد المزعومة للحليب الخام لا تستند إلى أدلة قوية.

الأبحاث العلمية تكشف حقائق مقلقة
أظهرت دراسات طبية أن الحليب الخام لا يقدم مزايا إضافية لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز مقارنة بالحليب المبستر، بل قد يعرضهم لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي نتيجة احتوائه على ميكروبات خطيرة إذا لم يُخزن أو يُتعامل معه بطريقة صحية.
من أبرز الأمراض التي قد يسببها تناول الحليب الخام:
- التسمم الغذائي
- التهابات معوية حادة
- الإصابة بالبروسيلا أو السل البقري

مخاطر الشراء من مصادر غير مرخصة
تشكل مصادر بيع الحليب الخام غير المعتمدة خطراً إضافياً، إذ قد تكون الأبقار المصابة أو الظروف غير الصحية عند الحلب سببًا في تلوث المنتج بالبكتيريا من براز الحيوانات أو البيئة المحيطة. كما أن تنظيف الضرع غير السليم يزيد من احتمالات التلوث.

من الأكثر عرضة للخطر؟
يعد الأطفال، وكبار السن، والحوامل، وأصحاب المناعة الضعيفة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات صحية خطيرة جراء تناول الحليب الخام، لذلك ينصح الخبراء بضرورة التقيّد بتناول الحليب المبستر كخيار أكثر أمانًا وصحة.
رغم الترويج الواسع لفوائد الحليب الخام، تؤكد الدراسات أن مخاطره الصحية تفوق مزاعمه، خاصة في ظل غياب البسترة التي تحمي من البكتيريا القاتلة. ويبقى الحليب المبستر الخيار الأفضل لضمان سلامة المستهلكين.