«المناهج العابرة للتخصُّصات في دراسات السلام المعاصرة» ندوة لحكماء المسلمين

نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار برنامجه الثقافي بمعرض الرباط الدولي للكتاب في دورته الـ 30، ندوة ثقافية بعنوان "المناهج العابرة للتخصصات في دراسات السَّلام المعاصرة"، أدارها الدكتور محمد جمال، الباحث في مكتب تحقيق التراث بمشيخة الأزهر، وقدَّمها الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الحكماء لبحوث السلام.
المناهج العابرة للتخصُّصات في دراسات السلام المعاصرة
وفي بداية الندوة، تطرَّق الدكتور محمد جمال، إلى أهمية موضوع هذه الندوة؛ حيث أوضح أنَّها ستتطرق إلى دمج أدوات ومعارف بين مجالات متعددةٍ؛ كالعلوم السياسية والاجتماعية وعلم النفس، وحتى الفنون والبيئة، لتهدف من وراء ذلك إلى تسليط الضوء على المفاهيم، والأسس النظريَّة والعملية للمناهج العابرة للتخصصات، واستعراض نماذج تطبيقيَّة من الواقع المعاصر تسهم في بناء السلام، وتعزيز التعايش الإنساني في مختلف المجالات.
وأشار الباحث في مكتب تحقيق التراث بمشيخة الأزهر، إلى أنَّ الندوة تهدف إلى فتح حوارٍ علميٍّ بنَّاءٍ بين الباحثين، والممارسين لفهم أوسع للتحديات، والفرص التي تتيحها هذه المقاربات، مؤكدًا أن التحديات المعقدة المتشابكة التي يشهدها العالم المعاصر تحتِّم تجاوز الحلول التقليدية بين التخصصات الأكاديمية من أجل فهم أعمق، وتحليل أشمل لقضايا السلام المعاصرة.
من جانبه، أكد د. سمير بودينار، أنَّ دراسات السلام تميزت منذ نشأة هذا الحقل المعرفي بما يمكنه تسميته بـ"تعدد الأصول التخصصية" بين العلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأنثروبولوجيا وعلم النفس وعلم الاقتصاد ودراسة التعليم، مشيرًا إلى أنَّ بناء السلم بأصنافه المتعددة، في مجتمع من المجتمعات يقتضي نهج مقاربات متنوعة تستفيد من عطاءات العلوم المختلفة، وتستمد من قواعدها المنهجيَّة.
وأوضح رئيس مركز الحكماء لبحوث السلام، أنَّ مكانة الحكماء في مجالات بناء السلام تكتسي أهمية قصوى في عالمنا المعاصر؛ حيث يمكن فض مجموعات من النزاعات باللجوء إلى "حكمة الحكماء"، مؤكدًا أن الدراسات الحديثة في مجال بناء السِّلم تشير إلى أهمية العودة إلى الأطر الثقافية التقليدية للتحكيم والوساطة، من قبيل شيوخ القبائل، والزوايا، وكبار السن، والحكماء.
واعتبر د. سمير بودينار، أنَّ مفهوم "الحكمة" قيمة أخلاقية وعالمية، وتتقاطع مع مفهوم "السلم اليومي"، الذي يبنى من خلال تعدُّد الفاعلين، والمتدخلين فيه، لافتًا الانتباه إلى ضرورة استيعاب الخصوصيات المحلية لفهم وتحليل النزاعات في البلدان، والبيئات والمجتمعات المتضررة من الصراعات.
ويقدم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الرباط الدولي للكتاب، أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الأنشطة الثقافيَّة والفكريَّة، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكِّرين والأدباء والمثقفين والأكاديميين وأساتذة الجامعات، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض في حي السويسي بالعاصمة المغربية الرباط، جناح رقم D47.