قبل جنازة البابا ..اعرف أوجه التشابه والإختلاف مع طقوس الكنيسة الأرثوذكسية

مثلت جنازة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، لحظة فارقة في التاريخ الكنسي المعاصر، ليس فقط لما حملته من مشاعر الحزن والتقدير العالمي، بل لما جسّدته من رموز دينية عميقة تعكس روحانية الكنيسة الكاثوليكية وتعاليمها، وقد تابع الكثير من المصريين هذه اللحظة، وتوقّفوا عند أوجه الشبه والاختلاف بينها وبين طقوس الجنازات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي تُعد أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا.
الرموز في الجنازة البابوية
أُقيمت جنازة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس، كما هو التقليد البابوي، وسط حضور واسع من القيادات الدينية والسياسية من شتى أنحاء العالم، وقد تميّزت المراسم بالبساطة التي أرادها البابا فرنسيس، الذي عُرف بتواضعه، حيث أوصى بألا تكون جنازته فخمة أو مبالغًا فيها.

من أبرز الرموز التي ظهرت في الجنازة:
الصليب الخشبي البسيط: موضوع على التابوت، يرمز إلى الفداء والتجرد، وهو ما اختاره البابا ليعكس روح خدمته الكنسية.
الإنجيل المفتوح: وُضع فوق النعش، كإشارة إلى أن حياة البابا كانت مكرسة لكلمة الله وخدمة البشر.
البخور: يُستخدم أثناء التشييع كرمز للصلاة الصاعدة إلى السماء، وقد شارك به الكرادلة أثناء صلوات الراحة الأبدية.
التاج البابوي الغائب: اختفى عن المشهد في جنازة فرنسيس، لأنه كان قد تخلّى عن استخدام الرموز الملوكية منذ تولّيه البابوية، مما أضفى خصوصية على مراسم وداعه.

المقارنة مع الطقوس القبطية
في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تتسم الجنازات بطابع روحي خاص، يتضمن ترتيل المزامير، ورفع البخور، وصلوات تُعرف بـ "صلاة الجناز العام"، وتُقام عادة في الكنائس وليس في الساحات العامة.

أوجه التشابه:
البخور: عنصر مشترك في الطقسين، يرمز للنقاء والتقديس ورفعة الصلاة.
الملابس الكهنوتية: يرتدي رجال الدين من الكنيستين زيًا طقسيًا خاصًا، يعبّر عن الانتقال من الحياة الأرضية إلى الأبدية.
الترتيل والترانيم: كلا الطقسين يعتمد على الموسيقى الروحية والتسابيح لخلق أجواء من السكينة والتأمل.
أوجه الاختلاف:
مكان الصلاة: بينما تُقام جنازة البابا الكاثوليكي في الهواء الطلق أحيانًا، تلتزم الكنيسة القبطية بإقامة الصلاة داخل الكنيسة.
اللغة الطقسية: تعتمد الكنيسة الكاثوليكية غالبًا على اللاتينية، في حين تعتمد القبطية الأرثوذكسية على القبطية والعربية.
وفي النهاية تكشف رمزية جنازة البابا فرنسيس عن جوهر الرسالة المسيحية إلا وهي التواضع، والخدمة، والإيمان بالحياة الأبدية، كما تفتح المجال لتقدير التنوع الروحي بين الطوائف المسيحية، دون أن تُخفي وحدة الإيمان والرجاء، وقد وجدت هذه الرمزية صدى خاصًا لدى المصريين، الذين يشكّلون نسيجًا متنوعًا يجمع بين المذاهب والثقافات، ويرتبط بالروحانيات ارتباطًا عميقًا.