رغم تسريباته.. بيت هيجسيث لا يزال آمنا على قمة البنتاجون

على الرغم من الانتقادات بشأن مهاراته في تولي مهامه، وظهور تقارير جديدة تتحدث عن مشاركته معلومات سرية عبر مجموعة دردشة على "سيجنال"، يبدو أن لا شيء قادر على إزاحة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث من مقعده على قمة البنتاجون.

وكان مقدم البرامج السابق في قناة "فوكس نيوز" قد اتُهم بمشاركة تفاصيل سرية حول هجوم أمريكي على الحوثيين مع أفراد عائلته عبر تطبيق "سيجنال"، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يوم الاثنين.

لكن، ذكر مستشار حالي للرئيس دونالد ترامب لموقع "نيوز نايشن" أنه في حين كان تقرير الدردشة الجماعية الذي نشرته مجلة "أتلانتيك" بمثابة كارثة إعلامية، فإن المهمة نفسها في اليمن تم إنجازها، وهو ما يجعل وزير الدفاع في وضع آمن حاليًا.

وقال: "لقد كان ناجحًا. لذا، لديه حرية أكبر في اتخاذ القرار".

وكان هيجسيث، قبل تولي منصبه، قد شكّل مشكلةً لإدارة ترامب لأنه لم يكشف عن اتفاقية عدم إفصاح مع امرأة عام 2017 زعمت أنه اعتدى عليها جنسيًا قبل ترشيحه. بينما نفى وزير الدفاع ارتكاب أي مخالفة.

وجه للتجنيد

في معرض الحديث عن أسباب تمسك دونالد ترامب بوزير دفاعه القادم من شاشات التلفزيون، نقل "نيوز نايشن" عن مستشار الرئيس الأمريكي إن ترامب يريد زيادة معدلات التجنيد داخل الجيش "وهيجسيث يُلهم الشباب. يرفع المعنويات ويشجيع المزيد من التجنيد".

وفي الواقع، بعد فوز ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس -نائبة الرئيس السابق جو بايدن- شهد الجيش الأمريكي زيادة كبيرة في أعداد المجندين.

ويعتبر شهر ديسمبر 2024 الأفضل للتجنيد في الجيش الأمريكي منذ 15 عاما، حيث تم تجنيد 346 جنديا يوميا في ذلك الشهر.

وأرجع هيجسيث فوز الرئيس إلى السبب في الارتفاع التاريخي في التجنيد، وكتب على موقع  "إكس" قائلا: "الخلاصة: يريد شباب أمريكا الخدمة تحت قيادة "أمريكا أولاً" الجريئة والقوية لدونالد ترامب".

أيضا، تنقل "نيوز نيشن" عن مصدر ثانٍ مقرب من البيت الأبيض، إن "شائعات غير دقيقة" تنتشر حول الوزير هيجسيث منذ إعلانه عن توليه المنصب. 

يقول: "التجنيد في ازدياد مستمر. أمريكا تحظى بالاحترام مجددًا، والوزير يُظهر قيادة حقيقية". 

وأكد أن أي فكرة تحاول الادعاء بأن الرئيس ترامب سيُشكك في أي من اختياراته الوزارية خلال أقل من 100 يوم، ومع ذلك يُقيلهم، هي "محض هراء".

في المقابل، نقلت صحيفة "ذا هيل" عن النائب دون بيكون، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، إنه لن يتسامح مع سلوك هيجسيث.

وقال بيكون: "إذا كان صحيحا أنه أجرى محادثة أخرى (عبر سيجنال) مع عائلته، حول المهام ضد الحوثيين، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق".

وقال عضو مجلس الشيوخ ينتمي للحزب الجمهوري للصحيفة: "قد يكون هناك القليل من الندم" بشأن هيجسيث، الذي تم تأكيد تعيينه بفارق ضئيل في يناير.

انتقادات مستمرة

في حين تُواجَه انتقاداتٌ مُستمرةٌ لقرارات وزير الدفاع، يُؤيِّد البيت الأبيض موقفه. وقد أعرب ترامب عن دعمه لهيجسيث خلال حديثه للصحفيين يوم الاثنين.

قال ترامب، على هامش فعالية عيد الفصح في البيت الأبيض يوم الاثنين، بازدراء: "إنه يقوم بعمل رائع. اسألوا الحوثيين عن أحواله"، في إشارة إلى الجماعة اليمنية التي استهدفتها الضربات الصاروخية.

وأضاف مستشار ترامب أن الروح المعنوية في وزارة الدفاع منخفضة حاليا، خاصة بعد إقالة دان كالدويل، المستشار الكبير في البنتاجون؛ ودارين سيلنيك، نائب رئيس الأركان؛ وكولين كارول، رئيس الأركان السابق لنائب وزير الدفاع ستيف فينبرج؛ وإلقاء اللوم عليهم بسبب تسريب المعلومات إلى الصحافة. 

وأصدر الثلاثة بيانا يوم السبت، قالوا فيه إنهم تعرضوا للتشهير عندما تم فصلهم، ولم يتم تزويدهم بمعلومات عن سبب الفصل.

وجاء في البيان: "لقد خدمنا نحن الثلاثة بلادنا بشرفٍ بالزي العسكري، وشمل ذلك، بالنسبة لاثنين منّا، المشاركة في حربي العراق وأفغانستان. وبناءً على خدمتنا الجماعية، نُدرك أهمية أمن المعلومات، وعملنا بجدٍّ واجتهاد لحمايته".

ورغم خيبة الأمل، أكد الثلاثة دعمهم لمهمة إدارة ترامب في تحقيق السلام من خلال جيش أمريكي قوي. بينما أكد مستشار ترامب لـ "نيوز نيشن" إن انتقادهم لقدرة هيجسيث القيادية هو الذي أدى إلى إقالتهم.