فضيحة "سيجنال".. البيت الأبيض يتمادى في الدفاع عن وزير دفاع ترامب

نفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يكون وزير الدفاع، بيت هيجسيث، قد شارك معلومات سرية عبر تطبيق "سيجنال"، وذلك بعد تقارير إعلامية أفادت بتسريبه تفاصيل حول هجمات عسكرية وشيكة ضد الحوثيين في اليمن، ضمن مجموعة دردشة خاصة ضمت زوجته وشقيقه.

الاتهامات تتصاعد

الجدل تفجّر بعد نشر مقال رأي لكبير المتحدثين السابقين باسم وزارة الدفاع، جون أليوت، في صحيفة "بوليتيكو"، انتقد فيه "حالة الفوضى" التي تعيشها الوزارة، واعتبر بقاء هيجسث في منصبه "صعبًا على المدى القريب". يأتي ذلك وسط تزايد المطالبات بإقالته من جانب معارضين ديمقراطيين.

محادثات "فريق الدفاع"

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، استخدم هيجسث هاتفه الشخصي لإنشاء مجموعة دردشة خاصة باسم "Team Huddle | Defense" في يناير، قبل تأكيد تعيينه رسميًا. وذكرت الصحيفة أنه شارك معلومات تتعلق بمواعيد هجمات جوية نفذتها طائرات F/A-18 أمريكية ضد أهداف حوثية، تزامنًا مع تسريبات مماثلة ضمن مجموعة أخرى حملت اسم "Houthi PC Small Group".

مشاركون مثيرون للجدل

ضمّت الدردشات شخصيات غير مخوّلة للاطلاع على معلومات عسكرية، مثل زوجة الوزير، منتجة سابقة في "فوكس نيوز"، وشقيقه، إضافة إلى محاميه الشخصي.

كما شارك بها مستشارون في البنتاجون أُقيلوا لاحقًا بتهم تسريب غير مصرّح به لمعلومات أمن قومي.

تحقيقات وإقالات

فتحت هيئة الرقابة في وزارة الدفاع تحقيقًا بشأن التسريبات المحتملة، فيما نفى البيت الأبيض بشدة وجود أي "معلومة مصنّفة" في المحادثات.

من جهته، أصدر كبير موظفي الوزير، جو كاسبر، مذكرة بتاريخ 21 مارس، طالب فيها بفتح تحقيق رسمي في ما وصفه بـ"التسريبات غير المصرح بها".

تصريحات متضاربة

فيما اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن "وسائل الإعلام تسعى لإحياء قصة غير موجودة"، وصف المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، القضية بأنها "قصة قديمة أعيد تدويرها".

في المقابل، طالب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، باستقالة هيجسث، معتبرًا أن "حياتنا على المحك".

تأثير محتمل على السياسة الدفاعية

تثير هذه الفضيحة تساؤلات أوسع بشأن آليات الرقابة داخل وزارة الدفاع الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، خاصة في ظل حساسية العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وتداعيات أي تسريب للمعلومات على سلامة القوات والمصالح الأمريكية.