الكاميرات التقطت مشاعر الحزن
وداعا فرنسيس.. الأرجنتينيون يرسلون سلامهم الأخير لابنهم "البابا"

رغم كونه أيقونة عالمية، ومحط أنظار أتباع الكنيسة الكاثوليكية في كافة أرجاء الأرض، يبقى البابا فرنسيس، المولود باسم خورخي ماريو برجوليو، ابن الأرجنتين الذي انطلق من شوارع بيونس آيريس ليجلس على الكرسي البابوي.
كان أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يتولى السدة البابوية. ومنذ انتخابه في مارس 2013، تميزت فترة حبريته بتركيز استثنائي على قضايا العدالة الاجتماعية والبيئة والاهتمام بالفقراء والمهمشين، ما جعل منه رمزًا روحيًا عالميًا يتجاوز حدود الكنيسة.
لذا، مع إعلان مع انتشار خبر وفاته في جميع أنحاء العالم ، ساد الحزن في كافة شوارع الأرجنتين، دقت الأجراس في الكنائس في موطنه، وخرج الأرجنتينيون إلى الشوارع ملعنين الحداد على الحبر الأعظم.
ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" صورا من بوينس آيرس، حيث ولد فرنسيس، تُجسّد ردود الفعل على وفاة البابا.

وعرفت سنوات بابوية البابا فرنسيس تحولات كبيرة في نهج الكنيسة الكاثوليكية، إذ انفتح على قضايا معاصرة كالتغير المناخي، والعدالة الاجتماعية، والهجرة. كما اتسمت خطاباته بلهجة إصلاحية واضحة، داعيًا إلى مكافحة الفساد داخل المؤسسة الكنسية وتفعيل دور المرأة.

وبرز دوره أيضًا في التقارب مع العالم الإسلامي، من خلال زيارات تاريخية لدول عربية مثل الإمارات والعراق، حيث وقع وثيقة "الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019 مع شيخ الأزهر أحمد الطيب.

وفي مشهد يختزل اللحظات الأخيرة من حياة بابا الكاثوليك، يُنتظر أن يترأس الكاردينال كيفن فاريل "كاميرلينجو" الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، مساء الإثنين، طقوس التحقق من وفاة البابا فرنسيس ووضع جثمانه في النعش، وذلك داخل كابلة بيت القديسة مرتا في الفاتيكان، عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت وسط أوروبا GMT +2.

وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي أن المراسم ستشهد مشاركة عميد مجمع الكرادلة الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، بالإضافة إلى عدد من أفراد عائلة البابا الراحل، إلى جانب الدكتور أندريا أركانجيلي، مدير إدارة الصحة والنظافة، ونائبه الدكتور لويجي كاربوني، في حضور يوحي بأهمية اللحظة ورمزيتها في قلب الفاتيكان.

وتشير تقديرات إعلامية إلى أن الكرسي الرسولي سيبدأ قريبًا الترتيب للكونكلاف الذي سيختار خليفة فرنسيس في قيادة الكنيسة الكاثوليكية.

وحتى إعلان البابا الجديد، يتولى الكاميرلينجو إدارة الشؤون اليومية للكرسي الرسولي خلال شغور منصب البابا، دون صلاحية إصدار قرارات عقائدية. وتشمل مهامه التنظيمية الإشراف على ممتلكات الفاتيكان، وإغلاق الشقة البابوية، والإشراف على تدمير خاتم الصياد الخاص بالبابا الراحل، إلى جانب الإعداد لعقد مجمع الكرادلة لانتخاب خليفة جديد.