"إرث باقٍ رغم الألم"..سنوات من التحديات الصحية في حياة البابا فرانسيس

شهدت الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس، صباح اليوم، عن عمر ناهز 88 عامًا، وقد عاني سنوات من التحديات الصحية المتواصلة التي أثّرت عليه بشكل ملحوظ على نشاطه، ولكن على الرغم من ذلك ساعدته عزيمته القوية علي استمراره في العمل حتى اللحظة الأخيرة، وقد كان الوضع الصحي للبابا فرنسيس، مسار اهتمام واسع، خاصة خلال سنواته الأخيرة.

معاناة تنفسية منذ الشباب
في شبابه، خضع البابا لعملية جراحية أُزيل خلالها جزء من إحدى رئتيه بسبب إصابته بالتهاب رئوي حاد، وهو ما جعل جهازه التنفسي أكثر هشاشة مع التقدم في العمر، وقد تكررت الأزمات الصحية المرتبطة بالجهاز التنفسي لاحقًا، لا سيما في الفترة الأخيرة من حياته.
أزمة فبراير الصحية
في فبراير من هذا العام، نُقل البابا إلى مستشفى جيميلي في روما بعد ظهور أعراض التهاب الشعب الهوائية عليه، وبيّنت الفحوصات لاحقًا إصابته بالتهاب رئوي في كلتا الرئتين، ما استدعى خضوعه لعلاج مكثّف ومراقبة طبية دقيقة، وعلى الرغم من تحسّن حالته نسبيًا وخروجه من المستشفى بعد خمسة أسابيع، فقد بقي يعاني من آثار صحية واضحة، شملت صعوبة في التنفس وفقدان القدرة على التحدث لفترات طويلة، إلى جانب استخدامه قنينة أنفية لتزويده بالأكسجين.
تراجع القدرة الحركية
كما واجه البابا صعوبة في تحريك ذراعيه، واضطر إلى استخدام عصا للمشي أو الكرسي المتحرّك في كثير من المناسبات، خاصة بعد تعرضه لحالات سقوط متكررة، وكانت مشكلات الركبة واحدة من أبرز التحديات التي حدّت من قدرته على التنقل، مما دفعه في بعض الأحيان إلى إلغاء زيارات أو مشاركات خارجية.

جراحة القولون في 2021
في عام 2021، خضع البابا لعملية جراحية دقيقة في القولون لإزالة جزء منه، نتيجة إصابته بالتهاب الرتج، وهي حالة تصيب جدار القولون وتسبب التهابًا مؤلمًا، وقد تعافى البابا من العملية تدريجيًا، إلا أن آثارها الصحية لم تلبث أن ظهرت لاحقًا من خلال تراجع القدرة الجسدية بشكل عام.
استقالة احترازية
وفي ديسمبر 2022، كشف البابا فرنسيس أنه وقّع بالفعل على خطاب استقالة مسبق، في حال إصابته بعجز صحي يمنعه من مواصلة مهامه، وهذه الخطوة النادرة تعكس وعيه المبكر بحالته، وحرصه على استقرار المؤسسة البابوية.
إرث باقٍ رغم الألم
برحيله، يطوي البابا فرنسيس صفحة مليئة بالتحديات الجسدية والصبر الروحي، ويترك خلفه إرثًا إنسانيًا وروحيًا عميقًا، رغم الصعوبات الصحية التي رافقته حتى أنفاسه الأخيرة.