عاجل

سيول تطلق قمرًا صناعيًا لتعزيز أمنها الدفاعي في مواجهة كوريا الشمالية

كوريا الجنوبية تطلق
كوريا الجنوبية تطلق قمرًا اصطناعيًا

أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، اليوم، الإثنين، عزمها على  إطلاق رابع أقمارها الاصطناعية المخصصة للاستطلاع العسكري، ضمن خطة لتعزيز قدراتها الاستخباراتية في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية، وذلك من خلال تقنيات فضائية متطورة تتيح المراقبة المستقلة دون الاعتماد الكلي على صور الأقمار الاصطناعية الأمريكية.

ووفقاً للبيان الصادر عن الوزارة، سيُطلق القمر الاصطناعي الذي يعمل برادار ذي فتحة اصطناعية (SAR) من قاعدة "كيب كانافيرال" الفضائية في ولاية فلوريدا الأمريكية، على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، وذلك عند الساعة 8:48 مساء (بتوقيت شرق الولايات المتحدة).

مراقبة كوريا الشمالية

تأتي هذه الخطوة ضمن خطة سيول لإطلاق خمسة أقمار اصطناعية للاستطلاع العسكري بحلول نهاية عام 2025، في إطار مشروع استراتيجي يهدف إلى تطوير نظام رصد مستقل يُمكّن البلاد من مراقبة الأنشطة العسكرية في كوريا الشمالية بشكل متواصل. وبحسب وزارة الدفاع، فإن النجاح في هذا الإطلاق سيُعزز قدرة كوريا الجنوبية على "الكشف عن علامات الاستفزازات الكورية الشمالية بصورة أدق وأسرع".

مخصصة للتجسس

وكانت كوريا الجنوبية قد أطلقت أول أقمارها الاصطناعية المخصصة للتجسس في ديسمبر 2023، وكان مزودًا بأجهزة استشعار كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء، تسمح بالتقاط صور دقيقة. وفي وقت لاحق من العام نفسه، تم إطلاق قمرين آخرين مزودين بتقنيات SAR القادرة على جمع البيانات حتى في ظل ظروف جوية معقدة.

ومن المقرر أن يشمل القمر الاصطناعي الخامس، المتوقع إطلاقه خلال الأشهر المقبلة، أجهزة استشعار مماثلة. وباكتمال منظومة الأقمار الخمسة، تشير التقديرات إلى أن كوريا الجنوبية ستكون قادرة على تغطية كوريا الشمالية بصور عالية الدقة كل ساعتين تقريبًا.

تعزيز الدفاع 

تُعد هذه التطورات جزءًا من توجه أوسع لدى سيول نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجالات الدفاع والاستطلاع، في وقت تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية توترات متزايدة تتطلب تحديث أدوات الرصد والاستجابة.

سباق فضائي

ويعكس تسارع كوريا الجنوبية في إطلاق أقمار اصطناعية مخصصة للاستطلاع العسكري جانبًا من التنافس الفضائي المتنامي في منطقة شرق آسيا، حيث تسعى دول مثل الصين، اليابان، وكوريا الجنوبية إلى تعزيز حضورها في الفضاء ليس فقط لأغراض علمية، بل لأهداف أمنية واستراتيجية أيضًا.

 وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع توسع برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، ما يدفع الدول المجاورة إلى بناء قدرات رصد مستقلة ومتطورة. ويُعد الفضاء اليوم ساحة جديدة للمنافسة الجيوسياسية، حيث يشكل امتلاك معلومات استخباراتية فضائية عالية الدقة عاملًا حاسمًا في إدارة الأزمات وتوجيه السياسات الدفاعية.

تم نسخ الرابط