صنعاء تحت القصف.. 12 قتيلاً في غارات أمريكية على سوق فروة الشعبي

يبدو أن الأوضاع الإنسانية في اليمن باتت تزداد سوءًا بشكل مقلق، في ظل التصعيد العسكري المتواصل والغارات التي تستهدف مناطق مدنية، ما يفاقم معاناة السكان ويهدد بكارثة إنسانية وشيكة.
صنعاء تحت القصف
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة في العاصمة صنعاء، فجر الاثنين، أن حصيلة ضحايا القصف الأمريكي على سوق وحي فروة الشعبي ارتفعت إلى 12 قتيلاً، فيما تجاوز عدد الجرحى 30 مصابًا، وسط تحذيرات من ارتفاع الأرقام مع استمرار أعمال البحث تحت الأنقاض، بحسب وسائل إعلام يمنية.
وأكدت الوزارة أن الحصيلة لا تزال أولية، وأن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل عمليات الإنقاذ في موقع القصف، الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، من منازل المواطنين إلى المحلات التجارية في واحدة من أكثر المناطق الشعبية اكتظاظًا في العاصمة.
وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت، مساء الأحد، سلسلة انفجارات عنيفة نتيجة غارات جوية شنتها القوات الأمريكية، بحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم” في اليمن، حيث أشارت إلى أن القصف استهدف بشكل مباشر سوق فروة، في تصعيد وُصف بالأعنف منذ أسابيع.
ولم تقتصر الضربات على صنعاء فحسب، إذ أفادت وسائل إعلام محلية بأن الطيران الأمريكي شن ثلاث غارات على مديرية الجوبة بمحافظة مأرب وسط البلاد، بالإضافة إلى ضربات أخرى طالت جزيرة كمران بمحافظة الحديدة، وغارة استهدفت مديرية سحار في محافظة صعدة شمال غرب العاصمة.
وتأتي هذه العمليات ضمن سلسلة من الغارات التي تنفذها القوات الأمريكية منذ 15 مارس الماضي، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 120 مدنيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 300 آخرين، وفق إحصاءات محلية.
وتزامنت هذه الضربات مع تصريحات حادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أمر بشن ما وصفه بـ”هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، مهددًا بـ”القضاء عليها بالكامل”، في وقت تستمر فيه الجماعة بمهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي، دعمًا لقطاع غزة.
ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي في اليمن، خاصة ضد مناطق مدنية، ينذر بكارثة إنسانية جديدة، ويهدد بتوسيع رقعة الصراع في ظل غياب أي مؤشرات لحل سياسي قريب، بينما تتزايد الدعوات الحقوقية والدولية لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية.