"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل جديدة في فضيحة "سيجنال" بشأن خطط ضرب اليمن

في كشف إعلامي جديد يُسلّط الضوء على ثغرات أمنية مقلقة داخل الإدارة الأمريكية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تفاصيل مثيرة بشأن فضيحة تسريب معلومات عسكرية عبر تطبيق "سيجنال"، تورّط بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث.

أقارب وزير الدفاع اطلعوا على معلومات سرية

وأشارت الصحيفة، أن الوزير هيجسيث أرسل معلومات سرية تتعلق بالضربات الجوية الأمريكية لليمن إلى دردشة جماعية عبر “سيجنال”، ضمّت زوجته، وشقيقه، ومحاميه الشخصي، وكلهم لا يملكون أي صفة رسمية تخوّلهم الاطلاع على خطط عسكرية من هذا النوع.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن الرسائل المسرّبة تضمنت تفاصيل عمليات متوقعة لطائرات “إف/إيه-18 هورنت” ضد أهداف تابعة لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، وهي ذات المعلومات التي أرسلها هيجسيث أيضًا في محادثة أخرى عبر “سيجنال”، تم فيها بطريق الخطأ إدخال رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك، جيفري غولدبرغ.

وتسلط الواقعة الضوء، على مسألة مشاركة شخصيات غير رسمية في معلومات أمنية بالغة الحساسية، فزوجة هيجسيث، رغم أنها ليست موظفة حكومية، شاركت في عدة جولات خارجية مع الوزير، وحضرت اجتماعات رفيعة المستوى مع قادة أجانب، بينما لاتوجد معلومات واضحة عن سبب إشراك شقيقه ومحاميه في تفاصيل عسكرية حساسة.

مجموعة الحوثيين – الكمبيوتر الشخصي

الدردشة التي حملت عنوان “مجموعة الحوثيين – الكمبيوتر الشخصي”، والتي تلقى غولدبرغ دعوة للانضمام إليها في 11 مارس، ضمّت أيضًا أسماء حسابات بارزة مثل نائب الرئيس جي دي فانس، والنائب مايك والتز، بالإضافة إلى الوزير هيجسيث نفسه، حيث جرت نقاشات وصفها غولدبرغ بأنها “سياسية مثيرة” تناولت خطط استهداف الحوثيين في اليمن.

ورغم محاولة البيت الأبيض احتواء الموقف بالإقرار بوجود المحادثة، إلا أنه نفى بشدة تداول أي “خطط حربية” أو “مواد سرية” داخلها، وهو ما لم يفلح في تهدئة الانتقادات المتزايدة.

وتأتي هذه التسريبات قبل أيام من تنفيذ أوامر الرئيس دونالد ترامب، الصادرة في 15 مارس، ببدء عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد جماعة الحوثي، حيث نفذت القيادة المركزية الأمريكية سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع مختلفة في اليمن.

القضية تثير الآن موجة من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية، حول مدى الالتزام بالبروتوكولات الخاصة بحماية المعلومات السرية، ودور الشخصيات المحيطة بصناع القرار في التأثير على ملفات أمن قومي شديدة الحساسية.