احذروا.. عمرو عبد المنعم: «الفسيخ والرنجة» خطر صامت رغم فوائدها الغذائية
في ظل إقبال المصريين على تناول الفسيخ والرنجة في المواسم والأعياد، وجّه الدكتور عمرو عبد المنعم، أستاذ التخدير والعناية المركزة بكلية طب قصر العيني، تحذيرًا هامًا لكبار السن، خاصة من تجاوزوا سن السبعين، من تناول هذه الأطعمة دون وعي صحي، ورغم الاعتراف بفوائدها الغذائية، إلا أن المخاطر الصحية المرتبطة بها قد تكون مميتة لهذه الفئة العمرية.
فوائد غذائية لا تُنكر
أوضح الدكتور عبد المنعم، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" المذاع على قناة النهار، أن الأسماك المستخدمة في إعداد الفسيخ والرنجة تحتوي في الأصل على عناصر غذائية مهمة، مثل البروتين عالي الجودة، والبوتاسيوم، والأحماض الدهنية المفيدة، وهي عناصر تُسهم في دعم الصحة العامة، وتعزيز وظائف الجسم، إذا ما تم تناولها بطريقة صحية وآمنة.
أكد عبد المنعم أن الخطورة لا تكمن في السمك ذاته، بل في طريقة التحضير والتمليح، وهي المراحل التي قد تتحول فيها هذه الأطعمة من مصدر غذائي إلى سبب مباشر في الإصابة بالتسمم الغذائي، مشيرًا إلى أن التمليح الزائد واستخدام ملح غير صحي، إلى جانب طرق التخزين الخاطئة، يمثل بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا الضارة، التي قد تؤدي إلى الإصابة بتسمم في الدم.
حالات التسمم الغذائي
وأضاف أن الكثير من حالات التسمم الغذائي المرتبطة بالفسيخ ترجع إلى غياب الرقابة على معايير الأمان الغذائي أثناء تصنيع هذه المنتجات، مشددًا على أهمية شراء هذه الأطعمة من مصادر موثوقة ومعروفة، وتجنب المنتجات مجهولة المصدر التي تُباع في الأسواق العشوائية.
ولفت أستاذ التخدير إلى أن فئة كبار السن، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل في الكلى والقلب، هم الأكثر تأثرًا بتناول الأطعمة المالحة، مثل الفسيخ والرنجة، وذلك لأن أجسامهم لا تتحمل الكميات الكبيرة من الصوديوم، ما يعرضهم لأزمات صحية خطيرة مثل احتباس السوائل، وارتفاع ضغط الدم الحاد، وحتى الفشل الكلوي أو السكتات القلبية في بعض الحالات.
إرشادات وقائية للتناول
وقدّم عبد المنعم مجموعة من الإرشادات الوقائية التي يمكن اتباعها للتقليل من مخاطر تناول الفسيخ والرنجة، خاصة لكبار السن، أبرزها: "تناول كميات صغيرة ومحسوبة، وعدم الإفراط في الأكل؛ شرب كميات كافية من المياه لمعادلة تأثير الأملاح؛ تجنب إضافة المزيد من الملح أو الليمون بكميات كبيرة.
وتابع: "متابعة أي أعراض غير طبيعية بعد التناول، مثل الغثيان أو الإسهال أو اضطراب الوعي، واللجوء للطبيب فورًا، كذلك التأكد من أن الأسماك تم تخزينها بطريقة صحية وآمنة قبل تناولها".
رسالة توعية للمواطنين
واختتم أستاذ التخدير والعناية المركزة مداخلته برسالة توعوية للمواطنين، داعيًا إلى الوعي الغذائي، وعدم الانسياق وراء العادات الغذائية الموسمية دون الالتفات إلى الظروف الصحية للفرد، مؤكدًا أن الوقاية خير من العلاج، خاصة في ما يتعلق بالأطعمة التي قد تحمل مخاطر صحية جسيمة رغم شهرتها الشعبية.
