خالد سليمان: الرسوم الأمريكية على الصين وتركيا تدفع المصنعين نحو مصر

أكد خالد سليمان، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية، أن مصر تقف أمام فرصة استراتيجية نادرة لتعزيز موقعها كوجهة صناعية بديلة في قطاع الملابس الجاهزة، مستفيدة من التغيرات التي تشهدها السوق العالمية، ولا سيما التصعيد الجمركي الأمريكي على المنتجات الصينية والتركية.
قطاع الملابس الجاهزة
وأشار سليمان، خلال لقائه في برنامج “اقتصاد مصر” المذاع عبر قناة “أزهري”، إلى أن هذه الرسوم المرتفعة التي تفرضها الولايات المتحدة — والتي تصل إلى 34% على المنتجات الصينية و24% على التركية — دفعت العديد من المصنعين الدوليين إلى البحث عن أسواق تصنيع بديلة أقل تكلفة وأكثر تنافسية.
الاتفاقيات التجارية
وأوضح نائب رئيس الشعبة أن مصر تتمتع بمزايا تنافسية قوية في هذا السياق، أبرزها انخفاض الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، بفضل مجموعة من الاتفاقيات التجارية الموقعة مثل اتفاقية الكويز واتفاقية الشراكة مع السوق الأمريكية.
وأضاف أن هذه الميزة تمنح المنتج المصري فرصة دخول السوق الأمريكي بأسعار تنافسية مقارنة بالدول الأخرى، مما يعزز من جاذبية الاستثمار في قطاع الملابس الجاهزة بمصر، خاصة في ظل تحولات سلاسل التوريد العالمية بعد جائحة كورونا وتوترات التجارة الدولية.
ضياع الفرصة
رغم التفاؤل الكبير بالإمكانيات المتاحة، شدد سليمان على أن الفرص وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى استعداد فعلي وجاهزية حقيقية على الأرض، من خلال تطوير بيئة الأعمال وتأهيل الكوادر الفنية، مؤكدًا أن تأخر الاستجابة قد يؤدي إلى ضياع هذه الفرصة التاريخية.
ودعا إلى ضرورة الإسراع في إنشاء مراكز تدريب متخصصة لتأهيل العمالة الفنية في مجال الملابس الجاهزة، حتى تتمكن المصانع من استيعاب أي توسعات أو استثمارات جديدة، مع ضمان جودة الإنتاج وكفاءة التشغيل.
مستثمرين صينيين وأتراك
كشف سليمان أن السوق المصرية بدأت بالفعل تجذب اهتمامًا متزايدًا من مستثمرين أجانب، وخاصة من الصين وتركيا، موضحًا أن هناك طلبات رسمية وصلت إلى الشعبة من شركات ترغب في تأسيس مصانع أو الدخول في شراكات مع مصانع قائمة داخل مصر.
وقال: الأتراك بيخبطوا على مصانعنا كل يوم"، في إشارة إلى الحماس التركي للدخول إلى السوق المصرية كمركز بديل للتصنيع، لكنه أكد أن جذب هذه الاستثمارات يتطلب تهيئة مناخ استثماري محفز، يشمل توفير العمالة المدربة، وتسهيل الإجراءات الحكومية، وضمان توافر سلاسل إمداد متكاملة.

مصر والطفرة الصناعية
اختتم سليمان حديثه بالتأكيد على أن مصر تمتلك كل المقومات لتكون مركزًا إقليميًا لإنتاج الملابس الجاهزة، ولكن الأمر يتوقف على مدى جاهزيتنا لاستقبال هذه الفرصة، داعيًا إلى تحرك عاجل من الجهات الحكومية والخاصة لضمان الاستفادة القصوى من التحولات الاقتصادية العالمية، وتحويلها إلى طفرات صناعية واستثمارية محلية.