عاجل

حكم خروج الأرملة لأداء الحج أو العمرة في فترة العدة.. الإفتاء ترد

حكم خروج الأرملة
حكم خروج الأرملة لأداء الحج

تعد فترة العدة بعد وفاة الزوج من الفترات الدقيقة التي تتطلب منها المرأة التزامًا بعدد من الأحكام الشرعية الخاصة، وفي كثير من الأحيان، تطرح الأرامل العديد من الأسئلة حول ما هو حكم خروج الأرملة لأداء مناسك الحج أو العمرة خلال هذه الفترة، هل يجوز للمرأة الأرملة أن تخرج لأداء العمرة أو الحج في فترة العدة؟ هل توجد شروط لذلك؟ هذا ما تجيب عنه دار الإفتاء المصرية، مشيرة إلى ضوابط فقهية مهمة يجب مراعاتها في هذه المسألة.

ماذا يعني "العدة" في الشرع؟

العدة هي الفترة التي يجب على المرأة الالتزام بها بعد وفاة زوجها أو طلاقها، وهي فترة تحددها الشريعة الإسلامية بهدف تبيان البراءة من الزوج الأول وتفادي الشكوك بشأن النسب، تختلف مدة العدة حسب الحالة، فبخصوص الأرملة (المرأة المتوفى عنها زوجها)، فإن عدتها تكون أربعة أشهر وعشرة أيام هجريًا،
أما في حال كانت المرأة حاملاً، فعدتها تنتهي بوضع الحمل، ويُشترط في هذه الفترة أن تلتزم المرأة البقاء في المنزل دون الخروج إلا لضرورة، مع الامتناع عن الزينة والتجمل.

حكم خروج الأرملة لأداء الحج أو العمرة أثناء فترة العدة

أثار هذا الموضوع العديد من التساؤلات بين النساء الأرامل حول ما إذا كان يجوز لهن الخروج لأداء مناسك الحج أو العمرة أثناء فترة العدة، فحكم خروج الأرملة للحج أو العمرة يتوقف على بعض الشروط الهامة.

وأفادت دار الإفتاء بأن المرأة الأرملة في فترة العدة لا يجوز لها الخروج من المنزل لأداء العمرة أو الحج إلا في حالات الضرورة القصوى، وقد يُسمح لها بالخروج في حال كانت فرصة الحج أو العمرة غير قابلة للتأجيل وكان من المستحيل تأجيل الحج أو العمرة إلى ما بعد انتهاء العدة، مثل أن تكون الفرصة مرة واحدة في العمر أو إذا كانت تعاني من ظروف صحية قد تمنعها من أداء الحج أو العمرة في السنوات القادمة.

وأوضحت دار الإفتاء، أنه ضرورة الحصول على إذن من الجهات الدينية المختصة قبل اتخاذ قرار الخروج لأداء المناسك، وهي:

  • الحج والعمرة: الفارق بين الفرض والسنة من المهم أن نميز بين الحج الفريضة والعمرة في هذا السياق.
  • الحج يُعدّ ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، ولا يجوز تأجيله إذا كان الشخص قادرًا على أداء الفريضة.
  • أما العمرة، فهي سنة مؤكدة وليست فرضًا، لذا فإنها ليست بنفس أهمية الحج من حيث الوجوب.
  • في حال كانت المرأة الأرملة قد حصلت على تصريح لأداء الحج وكان الحج فريضة عليها، مثل أن يكون أول مرة لها لأداء الفريضة، قد يُسمح لها بالخروج لأداء مناسك الحج إذا كان هناك خطر من عدم تمكنها من أداء الفريضة في السنوات المقبلة.

الضوابط الشرعية للخروج أثناء العدة

إذا قررت المرأة الأرملة الخروج لأداء العمرة أو الحج أثناء فترة العدة، يجب أن تتوافر عدة شروط لضمان مشروعية خروجها:

  • وجود محرم: يشترط أن تكون الأرملة مصحوبة بمحرم شرعي أثناء السفر إلى الحج أو العمرة، وهذا يشمل أي من أقاربها الذين يعتبرون محارم لها في الإسلام.
  • إذن من الجهة الدينية المختصة: لا يجوز أن يتم السفر بشكل فردي، بل يجب أن يكون قد تم استشارة علماء الدين أو الجهات الدينية المختصة لضمان أن هذا السفر يتماشى مع الشريعة.
  • ضرورة السفر: كما سبق ذكره، يجب أن تكون هناك ضرورة ملحة تقتضي الخروج، مثل أن يكون الحج فريضة ولا يمكن تأجيله إلى ما بعد العدة بسبب شروط صحية أو اجتماعية.
  • الابتعاد عن الترفيه: لا يجوز الخروج لأداء العمرة أو الحج إذا كان الهدف هو الترفيه أو السياحة، بل يجب أن يكون الهدف أداء المناسك الشرعية بصدق وتفانٍ.

الآراء الفقهية حول خروج المرأة الأرملة للأداء المناسك

يختلف الفقهاء في حكم خروج المرأة الأرملة من العدة لأداء مناسك الحج أو العمرة، إذ يتفق الجميع على أن الأصل في العدة هو "التزام البيت" والابتعاد عن التزين والخروج، ولكن في حالة وجود ضرورة قوية أو فرصة لا تعوض، يتفق العديد من العلماء على أنه يمكن التيسير في هذا الشأن بشرط أن تلتزم المرأة بالضوابط الشرعية المذكورة.

وفقًا لآراء علماء المذهب المالكي، والمذهب الحنفي، يجوز للأرملة الخروج في حالات الضرورة مع مراعاة الشروط، بينما المذهب الشافعي يشدد على أهمية الحفاظ على العدة في المنزل. وفي كل الأحوال، فإن الاستشارة الشرعية تظل ضرورة.

تم نسخ الرابط