وداعًا سليمان عيد.. خيري رمضان: «فنان الضحكة الخجولة»

علق الإعلامي خيري رمضان، بمرارة وحزن، على الرحيل المفاجئ للفنان الكوميدي سليمان عيد، مؤكدًا أن مصر كلها شعرت بألم الفقد كأنه مصاب شخصي لكل بيت.
وقال رمضان، خلال تقديمه برنامج "مع خيري" على قناة المحور الفضائية، إن خبر وفاة سليمان عيد كان صادمًا ومؤلمًا، واصفًا رحيله بأنه "اختطاف مفاجئ" للحياة، إذ صلى الفجر ثم غلبه النوم، ولم يستيقظ بعدها إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، مختتمًا حديثه بكلمات مؤثرة: "قدر وأعمار.. ولكل أجل كتاب".
نجم في القلوب
ورغم أن سليمان عيد لم يكن من نجوم الصف الأول في السينما أو التلفزيون، إلا أن خيري رمضان أكد أنه كان نجمًا حقيقيًا في قلوب الناس، لما كان يتمتع به من بساطة وتواضع وخلق رفيع، مضيفًا: "عمره ما كان مسف، ولا تلفظ بكلمة خارجة، ولا أساء لنفسه أو لغيره"، في إشارة إلى أخلاقيات الفنان التي تميز بها الراحل.
وتابع: «سليمان لم يكن الفتى الوسيم الذي تتصدر صوره بوسترات الأفلام، لكنه كان ممثلًا صادقًا، يمثل المواطن البسيط، ويجسد الشخصية المصرية بخفة دم وطيبة قلب، ضحكته الخجولة كانت بمثابة مرآة حقيقية للشخصية المصرية، وهو ما جعله قريبًا من الجمهور، مهما كان حجم الدور الذي يؤديه.
فنان شكل وجدان الكوميديا
وصف رمضان الفنان الراحل بأنه أحد رموز الكوميديا "الخجولة" النقية، تلك التي تضحك من القلب دون ابتذال أو إسفاف. وأكد أن سليمان عيد استطاع خلال مسيرته الفنية أن يترك بصمة خاصة، من خلال أدواره التي، وإن كانت بسيطة أو قصيرة في بعض الأحيان، إلا أنها كانت تحمل روحًا مميزة، تجعل الجمهور لا ينساه.
سليمان جسد في أعماله شريحة واسعة من المجتمع المصري، فكان الصديق، الموظف، الحارس، الجار، العامل البسيط.. وكل شخصية قدمها كانت مفعمة بالحياة والصدق، وهو ما جعله محبوبًا لدى مختلف الأجيال.

جنازة حزينة وحضور فني
شهدت جنازة الفنان الراحل حضورًا كثيفًا من نجوم الوسط الفني، في مشهد يجسد حجم المحبة والاحترام اللذين حظي بهما سليمان عيد بين زملائه، بينما لفت خيري رمضان إلى أن الحزن كان كبيرًا، خاصة من أصدقائه المقربين، وعلى رأسهم الفنان القدير صلاح عبد الله، الذي بدا متأثرًا بشدة بالفقد.
هذا الحضور الكبير لم يكن مجرد واجب عزاء، بل كان تعبيرًا صادقًا عن تقدير واسع لفنان لم يطلب يومًا الأضواء، لكنه خطف القلوب بتواضعه وروحه النقية.
رحل الجسد وبقي الأثر
في ختام كلماته، أكد خيري رمضان أن سليمان عيد قد رحل عن عالمنا بجسده، لكن ضحكته وروحه ستبقى حاضرة في وجدان المصريين. وقال: "يمكن ماكنش نجم شباك، لكن كان نجم محبة"، مشيرًا إلى أن مثل هؤلاء الفنانين يخلدهم الناس لا الأضواء.