اجتماع سري في باريس
تقرير: ويتكوف التقى مسؤولين إسرائيليين لبحث الملف النووي الإيراني

في خطوة دبلوماسية غير معلنة، عقد مسؤولان إسرائيليان رفيعان اجتماعًا سريًا في العاصمة الفرنسية باريس مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لمناقشة المفاوضات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الاجتماع، الذي جرى الجمعة، تم التأكيد فيه على الدور الذي يسعى المسؤولون الإسرائيليون للعبه في التأثير على سياسة واشنطن بشأن الملف النووي الإيراني قبل جولة جديدة من المحادثات في روما.
وبحسب الموقع، فإن اللقاء غير الرسمي حضره وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد بارنيا.
ووفقًا لما أوردته مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس"، كان الهدف من الاجتماع التأثير على الموقف الأمريكي قبل الجولة الثانية من المحادثات في العاصمة الإيطالية.
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، حيث يُبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلقًا متزايدًا من أن الولايات المتحدة قد تتوصل إلى اتفاق مشابه للاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2015، والذي تم التخلي عنه لاحقًا في عهد الرئيس ترامب الأول عام 2018.

ورغم تأكيدات موقع "أكسيوس"، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض التعليق على هذا الاجتماع، إلا أن هذه اللقاءات غير الرسمية تمثل جزءًا من الجهود المستمرة من قبل إسرائيل لضمان أن أي اتفاق نووي مع إيران لا يتجاهل مصالحها الأمنية الحيوية.
من جانبه، كان ستيف ويتكوف في باريس لحضور اجتماعات متعلقة بالوضع الروسي الأوكراني، قبل أن يتوجه إلى روما لمواصلة المحادثات حول الملف النووي الإيراني.
وخلال اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، أكد ويتكوف على أن إدارة الرئيس ترامب تركز بشكل أساسي على حل الأزمة النووية الإيرانية عبر القنوات الدبلوماسية، مع التأكيد على ضرورة أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم بشكل كامل.
هذه الرسائل تهدف إلى تبديد المخاوف الإسرائيلية التي تدعو إلى إجراءات أكثر صرامة تجاه البرنامج النووي الإيراني.
عقب الاجتماع، أعرب نتنياهو وقيادات أخرى في الحكومة الإسرائيلية عن تمسكهم بمواقف أكثر تشددًا تجاه إيران، حيث أصروا على ضرورة القضاء التام على برنامج إيران النووي، أو على الأقل اتخاذ إجراءات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال استمرت طهران في المماطلة.

ضمان عدم امتلاك طهران سلاح نووي
وتعتبر هذه المخاوف حجر الزاوية في السياسة الإسرائيلية بشأن الملف النووي الإيراني، التي تأمل في ضمان عدم تمكن طهران من امتلاك سلاح نووي.
أما على الجانب الإيراني، فقد وصل وزير الخارجية عباس عراقجي إلى روما يوم الجمعة بعد زيارة إلى موسكو حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وفي تصريحات له، أشار عراقجي إلى أن إيران سمعت "رسائل متضاربة" من الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
وأشار عراقجي إلى أن التوصل إلى اتفاق ممكن إذا توقفت الولايات المتحدة عن تقديم "مطالب غير واقعية"، مثل المطالبة بوقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل.
ورغم أن روسيا ليست طرفًا مباشرًا في المحادثات، يسعى الإيرانيون للحصول على دعم موسكو في محاولة للتأثير على المواقف الأمريكية.
الجولة الثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستُعقد يوم السبت في السفارة العمانية في روما، ومن المتوقع أن تستمر لعدة ساعات. الإدارة الأمريكية تأمل أن تثمر هذه الجولة عن إطار عمل يحدد الخطوات المستقبلية في المفاوضات، التي قد تحدد مصير العلاقات الدولية مع إيران.
هذه المحادثات ستشكل نقطة محورية في الملف النووي الإيراني، وتُعد اختبارًا حاسمًا للتوجهات المستقبلية في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين واشنطن وطهران، وتزايد الضغوط الإسرائيلية لضمان سلامتها الأمنية.