هروب الأسد
«الإمارات محطة الهروب».. إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة لهروب الأسد بثروته من سوريا

في تفاصيل نشرتها إسرائيل عبر موقع "نزيف" الإسرائيلي والمتخصص في الشؤون العسكرية، كشفت عن محطات هروب تهريب الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وفي الرواية الإسرائيلية، تم الكشف أيضًا عن تفاصيل خروج ثروة الأسد وصناديق أسراره من سوريا عبر الإمارات ووصولًا إلى قلب موسكو.
إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة لهروب الأسد
وفقًا لما ذكره التقرير، هبطت طائرة إمبراير صغيرة تتسع لـ13 راكباً إلى مطار دمشق الدولي في السادس من ديسمبر الماضي، وبينما كانت قوات المعارضة، بقيادة العمليات العسكرية، تقترب من العاصمة السورية، كان المشهد في المطار غير اعتيادي، إذ تواجد أكثر من اثني عشر عنصرًا من مخابرات القوات الجوية السورية، يرتدون الزي المموه، لتأمين صالة كبار الشخصيات والممر المؤدي إليها.
وأكدت أربعة مصادر من أصل ستة، كانت مطلعة على العملية، أنها كانت حاضرة في الموقع لحظة وصول الطائرة.
وبحسب ثلاثة شهود كانوا في الموقع، وصلت عدة سيارات مدنية بنوافذ معتمة إلى المنطقة المحيطة بالطائرة. وأوضح ضابط مخابرات سابق ومسؤول كبير في المطار أن هذه المركبات تابعة للحرس الجمهوري، القوة العسكرية النخبوية المكلفة بحماية الرئيس بشار الأسد وقصره الرئاسي.

ووفقًا لقائد كبير سابق في الحرس الجمهوري، فإن تدخل الحرس الجمهوري في هذه العملية يشير إلى أن الأوامر صدرت مباشرة من الرئيس الأسد. وأكد أن الحرس لا يتلقى تعليماته إلا من قائده اللواء طلال مخلوف، ابن خال الأسد، أو من الأسد شخصيًا.
أصدر مدير أمن المطار، جادر علي، تعليماته لموظفي المطار بعدم التدخل في شؤون الطائرة، موضحًا أن عناصر المخابرات الجوية هم من سيتولون أمرها. وبحسب محمد قيروط، رئيس العمليات الأرضية في الخطوط الجوية السورية، قال علي، له صراحة: "هذه الطائرة ستهبط وسنتولى أمرها.. لا تقتربوا منها".
ووفقًا لثلاثة مصادر في المطار وضابط مخابرات سابق، فإن علي، الذي يشغل منصبًا رفيعًا في مخابرات القوات الجوية، كان يتلقى أوامره بشكل مباشر من القصر الجمهوري.
"مطار البطين" في أبو ظبي محطة الهروب
وكشف التقرير، أن بيانات Flightradar24 أظهرت أن الطائرة كانت تتردد بشكل منتظم بين دمشق ومطار البطين في أبو ظبي، المعروف بأنه مخصص لكبار الشخصيات ويتميز بإجراءات خصوصية صارمة.
وفي السادس من ديسمبر، أقلعت الطائرة من دبي وهبطت في دمشق عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي، ثم عادت إلى مطار البطين، لتعود مجددًا إلى دمشق بعد العاشرة مساءًا. كما أفاد أحد موظفي المطار أن سيارات مدنية كانت تقترب من الطائرة في كل مرة تهبط فيها، وتقف بجانبها لفترة قصيرة قبل أن تغادر، لتعاود الطائرة الإقلاع مجددًا.
وكشف ضابط استخبارات سابق، كان حاضرًا خلال العملية، أن علي، أبلغ كبار مسؤولي مخابرات القوات الجوية بأن الطائرتين الأوليين من دمشق يوم السادس من ديسمبر ستقلان موظفين من القصر الرئاسي وأقارب للأسد، من ضمنهم شباب، بالإضافة إلى كميات من الأموال النقدية.
ووفقًا للمصدر ذاته، حملت الرحلة الثانية لوحات فنية وعددًا من المنحوتات الصغيرة.

وفي اليوم التالي، في 7 من ديسمبر، عادت الطائرة إلى دمشق حوالي الرابعة مساءًا، ثم غادرت إلى مطار البطين للمرة الثالثة بعد أكثر من ساعة. ووفقًا لضابط الاستخبارات السابق ومصدر آخر في شبكة أعمال الأسد، فقد كانت تحمل هذه المرة أكياسًا من النقود، بالإضافة إلى أقراص صلبة وأجهزة إلكترونية تحتوي على معلومات حساسة تتعلق بشبكة الأعمال الخاصة بالرئيس السوري.
احتوت الأجهزة الإلكترونية على بيانات بالغة الحساسية، منها سجلات مالية، محاضر اجتماعات، تفاصيل ملكية شركات وأصول وشراكات، إضافة إلى معلومات دقيقة عن التحويلات النقدية، الشركات الخارجية، والحسابات المصرفية الدولية.
وصول المعارضة وتوقف حركة المطار
في الساعات الأولى من صباح الثامن من ديسمبر، وصلت قوات المعارضة إلى مشارف دمشق، ما أجبر الأسد على مغادرة العاصمة باتجاه معقله الساحلي في اللاذقية، بتنسيق مع القوات الروسية. على إثر ذلك، توقف مطار دمشق عن العمل.
وبعد منتصف الليل، غادرت الطائرة مطار البطين للمرة الأخيرة. وحين عبرت أجواء مدينة حمص شمال دمشق حوالي الثالثة فجرًا، اختفت عن أنظمة التتبع لمدة تقارب ست ساعات. وبعد ذلك، ظهرت مجددًا فوق حمص ثم عادت إلى أبو ظبي، بحسب بيانات Flightradar24 - وأكد ضابط الاستخبارات السابق أن الطائرة هبطت خلال هذه الفترة في قاعدة حميميم العسكرية الروسية بمحافظة اللاذقية.
أظهرت صورة التقطتها شركة Planet Labs عبر الأقمار الصناعية في الساعة 9:11 صباحًا وجود الطائرة على مدرج مطار حميميم. وتمكنت رويترز من مطابقة حجم وشكل الطائرة، وتأكدت أنها الطائرة نفسها المسجلة بـC5-SKY، استنادًا إلى بيانات تتبع رحلاتها. كما أظهرت البيانات أن هذه الطائرة كانت الوحيدة من نوعها التي حلقت بين سوريا والإمارات في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر.
إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة لهروب الأسد">إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة لهروب الأسد
شخصية بارزة على متن الطائرة
كان من بين ركاب الطائرة التي أقلعت من قاعدة حميميم شخص يُدعى أحمد خليل خليل، مساعد مقرب من محمد حمشو (المعروف باسم إبراهيم)، وعضو بارز في شبكة أعمال الأسد والذي وصل إلى القاعدة الروسية حاملًا 500 ألف دولار نقدًا، كان قد سحبها قبل يومين من حسابه في بنك سورية الدولي الإسلامي.
صرح مصدر آخر من شبكة أعمال الأسد ومسؤول كبير سابق في هيئة الطيران المدني أن الطائرة من نوع إمبراير كانت تعمل بموجب اتفاقية "إيجار جاف" - أي أن المالك يوفر الطائرة فقط، دون طاقم أو خدمات تشغيلية أو صيانة أو تأمين. ولم يتم التمكن من تحديد الجهة المسؤولة عن تشغيل هذه الرحلات.
وفي ختام هذه التحركات، أكد المصدر أن إبراهيم وصل إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي في الحادي عشر من ديسمبر. من جانبه، رفض الرئيس السوري السابق أحمد الشرع التعليق على هذه القضية خلال مقابلة مع رويترز.