الوضع في غزة
"الصحة العالمية" تدعو السفير الأمريكي لإدخال المساعدات إلى غزة

حثت الدكتورة حنان بلخي، رئيسة مكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، من أجل الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسماح بدخول الأدوية وغيرها من المساعدات إلى القطاع.
وقالت: "أتمنى أن يزور القطاع ويطلع على الوضع بنفسه".

رسالة الصحة العالمية للسفير الأمريكي
حذر رئيس 12 منظمة إغاثة رئيسية أمس من أن نظام المساعدات الإنسانية في غزة "يواجه انهيارًا تامًا" بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على إمدادات المساعدات منذ انهيار وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى.
وتؤكد إسرائيل وجود ما يكفي من الغذاء في غزة في الوقت الحالي، وتعهدت بمواصلة حصارها للمساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي مزقته الحرب، قائلةً إن هذا هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إطلاق سراح 59 رهينة ما زالوا محتجزين هناك.
وصرح وزير الدفاع إسرائيل كاتس، بأن إسرائيل لا تنوي السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى يتم إنشاء آلية "مدنية" لتجاوز سيطرة حماس على الإمدادات.
واضطر الوزير إلى توضيح موقفه بعد أن أثار تصريحه الأولي في هذا الشأن ضجة في الائتلاف الحاكم لتأكيده أن إسرائيل ستستأنف المساعدات للقطاع من خلال شركات خاصة، دون أن يوضح أنه لا توجد خطة فورية للقيام بذلك.

المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية: غزة تختنق
أكدت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية أن قطاع غزة يمر بكارثة إنسانية خانقة وغير مسبوقة، ووصفت الوضع القائم بأنه "اختناق فعلي" نتيجة للحصار والتضييق المتعمد والمقصود المفروض على السكان.
وأشارت المفوضية إلى أن ما يحدث في القطاع يمثل حرمانًا ممنهجًا من الضروريات الأساسية التي تضمن بقاء الإنسان على قيد الحياة، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
وأوضحت المفوضية أن سكان غزة يعيشون أوضاعًا مأساوية منذ أكثر من خمسين يومًا، حيث لم يدخل القطاع أي نوع من المواد الغذائية أو الوقود أو الإمدادات الصحية أو التجارية. وهذا الحصار الكامل أدى إلى تدهور شامل في مختلف مناحي الحياة، وجعل المدنيين يواجهون معاناة يومية في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
وأشارت إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمعدات الطبية، ما يعوق قدرتها على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى والمصابين.
ومع استمرار الحصار، أصبحت المؤسسات الطبية عاجزة عن التعامل مع الأعداد الكبيرة من المحتاجين للرعاية، وسط بيئة صحية تنهار يومًا بعد يوم.

وأضافت المفوضية أن أزمة الوقود تسببت في إغلاق العديد من المخابز، كما لم يعد هناك وقود متاح للطهي، ما دفع العائلات إلى البحث عن وسائل بديلة للطهي غالبًا ما تكون بدائية وخطيرة على الصحة العامة.
كما أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر فاقم من معاناة السكان وأدى إلى تعطل شبكات المياه والصرف الصحي.
وبحسب المفوضية، فإن إمدادات المياه في تراجع حاد، ما جعل الحصول على مياه نظيفة أمرًا شبه مستحيل في معظم مناطق القطاع. كما أن مخازن الغذاء توشك على النفاد، في ظل عدم توفر البدائل، مما ينذر بكارثة غذائية تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
وفي ختام بيانها، دعت المفوضية إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل من قبل المجتمع الدولي لوقف هذا الحصار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والسماح بإدخال المواد الأساسية لإنقاذ أرواح الأبرياء ومنع انهيار شامل للأوضاع في غزة.