دمار هائل .. الصحة العالمية: المستشفى المعمداني بغزة توقف عن العمل (فيديو)

كشف يوسف أبو كويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من داخل مستشفى الأهلي المعمداني، عن تفاصيل صادمة للعدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف أحد أهم المستشفيات في مدينة غزة، موضحًا أن جيش الاحتلال استخدم أسلحة دقيقة في القصف، إلا أن حجم الدمار الهائل الذي خلّفه الهجوم يشير إلى نية متعمدة لتدمير أكبر قدر ممكن من أقسام المستشفى الحيوية.
وفي مداخلته المباشرة مع الإعلامية داليا نجاتي، أكد أن القصف طال أقسام الاستقبال والطوارئ، المختبرات، الصيدلية، وحدة الأشعة، ومبنى الإسعاف، مشيرًا إلى أن هذه المنشأة كانت تشكل العمود الفقري للنظام الصحي في غزة وشمال القطاع، في ظل خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
حرب تستهدف الصحة
المستشفى الأهلي المعمداني لم يكن مجرد مرفق طبي بل كان ملاذًا أخيرًا للآلاف من الجرحى والمرضى منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، خاصة بعد تدمير المستشفى الإندونيسي ومجمع الشفاء الطبي، وإخراج مستشفى كمال عدوان من الخدمة، وقد أدى قصفه إلى شلل شبه تام في الخدمات الصحية المتوفرة للمواطنين في غزة، حيث باتت الرعاية الصحية في وضع حرج.
وبحسب أبو كويك، فإن مستشفى المعمداني يُعد المستشفى رقم 36 الذي يتعرض للاستهداف من قبل قوات الاحتلال، إما عن طريق القصف الجوي أو عبر عمليات التوغل البري، وهو ما يعكس سياسة ممنهجة لضرب البنية التحتية الصحية بالكامل.
إخلاء قسري ومهلة دقائق
وأضاف مراسل "القاهرة الإخبارية" أن الاحتلال وجّه إنذارًا عاجلًا لإخلاء مستشفى المعمداني، دون مراعاة وجود مرضى في حالات حرجة، أو فرق طبية تعمل على مدار الساعة في محاولة لإنقاذ الأرواح، بينما قال إن الأحتلال الإسرائيلي منح الطواقم الطبية والمرضى دقائق فقط للمغادرة قبل أن يبدأ القصف، ما خلّف حالة من الذعر والفوضى داخل أروقة المستشفى.
وأشار إلى أن هذه الممارسات تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المرافق الطبية ويصنفها كمناطق محمية في أوقات النزاعات المسلحة.
منظومة صحية تنهار
الهجوم على مستشفى المعمداني يمثل حلقة جديدة في مسلسل تدمير المنظومة الصحية في غزة، التي باتت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية، في ظل نقص حاد في الإمدادات، وانقطاع الكهرباء، واستهداف مباشر للكوادر والمرافق الطبية.
وأكد أبو كويك أن المدينة اليوم لا تملك سوى مستشفى الأهلي كمرفق طبي متبقٍ في المنطقة، ما يعني أن مئات الآلاف من المواطنين باتوا بدون رعاية صحية وسط كارثة إنسانية تتفاقم لحظة بلحظة.

دعوات للتحقيق والتحرك
واختتم أبو كويك تقريره بالدعوة إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المرتكبة ضد المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة، كما طالب المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتحرك الفوري لتأمين الحماية للطواقم الطبية، وتوفير ممرات آمنة لدخول الإمدادات والفرق الطبية.
إن ما يجري في غزة اليوم ليس فقط عدوانًا عسكريًا، بل هو أيضاً حرب مفتوحة على الحياة، تستهدف كل ما يربط الإنسان بالأمل في البقاء.