"المنجؤنة بقت بالبستاشيو".. حكاية فطيرة تحولت إلى أيقونة شم النسيم في بورسعيد

حين تتجول في شوارع بورسعيد، خلال أعياد الربيع، لا بد أن يجذبك عبق مخبوزات تقليدية تفوح منها نكهات الذاكرة، وعلى رأسها "المنجؤنة البورسعيدي"؛ تلك الفطيرة الشهية التي أصبحت رمزًا لاحتفالات شم النسيم في المدينة الساحلية. فما قصة هذه الحلوى؟ وكيف تحولت من فطيرة إيطالية إلى تقليد بورسعيدي أصيل يُنتظر كل عام؟

تاريخ المنجؤنة البورسعيدي:

قال الشيف "معتز عاطف" أحد الطهاة المتخصصين في صناعة المخبوزات والحلويات ، في لقاء خاص مع موقع "نيوز روم" أن المنجاؤنة البورسعيدي تاريخ وقصة ، منذ ايام نشأة محافظة بورسعيد ، والتي كان يعيش بها الجاليات الأجنبية من مختلف الدول ، وكان إحداها الحالية الإيطالية ، وفي شوارع المحافظة كان يتجول بائع الفطائر والمعجنات الايطالي لبيع منتجاته التي كان يرسمها علي شكل قوقعة أو حلزون .

وكان الإيطالى يمشي يبيع الفطيرة علي إحدى عربات اليد الخشبية في شوارع بورسعيد و ينادي علي الناس للفت الانتباه بالإيطالي "mangia una mangia una " وتعني بالايطالية "كلك واحدة أو خدلك فطيرة كلها "، ومن ذلك التوقيت أصبحت الفطيرة تحديدا دونا عن باقي الأنواع من المخبوزات يقال عليها مانجي أونا و ثم اختصرها البورسعيدية في كلمة واحدة لتصبح منجئونة .

تطور المنجؤنة البورسعيدي:

وارتبطت المنجئونة عند البورسعيدية بأعيادالربيع وشم النسيم وبدأو يطورون اشكالها مع الاحتفاظ بمقاديرها للحفاظ على الطعم والرائحة لتتحول الى مظهر من مظاهر الاحتفال والبهجة كمظهر الكعك والبسكويت فى عيد الفطر المبارك.

وارتبطت المنجؤنة بأجواء الربيع، حيث تحتفظ العائلات بشكلها المميز ونكهتها الفريدة، وتتناقل وصفاتها جيلًا بعد جيل.

طريقة عمل المنجؤنة البورسعيدي:

واضاف الشيف "معتز" إن المنجؤنة البورسعيدي لها طريقة اصلية ، بمكونات ثابتة ، ولكنها تطورت مع الوقت ليس في المقادير بل في طريقة التزيين لدواصلحت تواكب العصر ، وما هو دخيل عليها من تزيين والشيكولاتة ، والنوتيلا والبستاشيو واللوتس وغيرها ، بعد أن كانت تباع أما سادة أو مزينة بالفواكه المجففة والجوز الهند والقرفة بالسكر فقط .

مقادير كيلو منجؤنة بورسعيدي:

عن المكونات المظبوطة للمنجؤنة قال الشيف " معتز " ، لكيلو الدقيق يضاف كوب من الزبدة ومن 3 إلى 4 بيضات ، وخميرة فورية أو خميرة بيرة ، مع كوب من اللبن الدافئ ، ويتم عجنها جيدا لمدة عشر دقائق ، ثم تترك لتخمر 15 دقيقة ، ويتم تشكيلها بعدة طرق أما بالشكل المعروف قوقعة أو ضفيرة ثنائية أو ثلاثية  أو سادة عبارة عن كرة مسطحة ، يتم حشوها بمختلف الحشوات ، وبعد التشكيل تترك التخمير مرة أخرى لمدة 15 دقيقة ، وبعدها يتم دهن الوجه بالبيض المخفوق مع ملعقة من الحليب مضاف إليها فانيليا ، وبعد الدهن يمكن أن تضاف اليطى الوجه رشة من السكر أو السكر والقرفة أو تترك سادة للتزيين بعد الخبز .

طريقة خبز المنجؤنة والتزيين:

وأشار الشيف "معتز عاطف" إلى أن طريقة خبز "المنجؤنة" تكون في فرن مسخن مسبقاً على درجة حرارة من 200 أو 180 درجة حسب حرارة كل فرن ، وتكون لمدة 12 دقيقة في الرف الاعلى وتكون النار من الاسفل فقط ، وبعد خروجها من الفرن تترك لتهدأ ، ثم يتم تزيينها بمختلف الأطعمة مثل البستاشيو و الشيكولاتة القابلة للدهن و اللوتس و الكراميل و غيرها حسب الأذواق .

اقبال كبير على شراء المنجؤنة:

وأكد الشيف معتز أن هناك إقبال كبير على شراء المنجؤنة البورسعيدي لاسيما من زوار المحافظة من المحافظات الأخرى ، طوال العام ولكن يزداد الطلب عليها ويتم مضاعفة الكميات المخبوزة وتجهيزها قبل يوم الاحد ليلة شم النسيم من كل عام ، حيث أن محافظة بورسعيد لها طابع خاص في الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم.

الفرق بين المنجؤنة والبريوش:

وأوضح الشيف معتز أن هناك فرق ليس بالكبير بين المنجؤنة البورسعيدي و البريوش الإيطالي ، فالاخير يتم زيادة اللبن والبيض فيه لتكون العجينة أكثر ثقلا وغنية أكثر من المنجؤنة التي تكون أكثر هشاشة منه .

أسعار كيلو المنجؤنة البورسعيدي:

ولفت الشيف معتز عاطف إلى أن أسعار المنحؤنة البورسعيدي هذا العام تتراوح ما بين 150 جنيهاً للكيلو و حتى 450 جنيها حسب إختلاف الحشوات والتزيين.

ختامًا.. "المنجؤنة البورسعيدي" ليست مجرد حلوى، بل جزء من هوية المدينة

تُعد المنجؤنة البورسعيدي مثالًا حيًا على التمازج الثقافي والتطور الذوقي، حيث تتحول الفطيرة إلى قصة تُروى، ونكهة تُحفظ، واحتفال يُعاش كل عام. 

ومن المؤكد أن هذه الحلوى ستظل حاضرة في الذاكرة والموائد كلما حل شم النسيم على بورسعيد.