عاجل

عيد الأم هل الاحتفال به مخالف للشريعة الإسلامية ؟ دار الإفتاء توضح

هل الاحتفال بـ عيد الأم مخالف للشريعة الإسلامية؟.. دار الإفتاء توضح

حكم الاحتفال بعيد
حكم الاحتفال بعيد الام

 

يثيرالاحتفال بعيد الأم جدلاً متجدداً بين من يعتبره فرصة لتكريم الأمهات والتعبير عن الحب والتقدير، وبين من يتساءل عن حكمه الشرعي في ضوء التعاليم الإسلامية. 

ويرى العلماء أن الأصل في الإسلام هو بر الوالدين في كل يوم، وليس تخصيص يوم محدد لذلك، إلا أن بعضهم أشار إلى جواز الاحتفال به إذا كان يندرج ضمن العادات الحسنة التي لا تخالف الشريعة، طالما خلت من المحظورات الدينية

آراء العلماء في الاحتفال بعيد الأم: بين التأييد والتحفظ

تباينت آراء العلماء حول الاحتفال بعيد الأم، بين من يراه جائزًا ولا يتعارض مع تعاليم الإسلام، ومن يرى فيه تشبهًا بغير المسلمين أو استحداثًا لعيد غير مشروع. إليك أبرز الاتجاهات:
1. الرأي المؤيد:
عدد من العلماء، ومن بينهم دار الإفتاء المصرية، يرون أن الاحتفال بعيد الأم هو من قبيل العادات الاجتماعية التي تعزز قيم البر والتقدير للأمهات.

 ويؤكدون أن تخصيص يوم للاحتفال به لا حرج فيه ما دام لا يتضمن مخالفات شرعية، لأنه فرصة لتأكيد معاني الرحمة والتكافل الأسري التي يدعو إليها الإسلام.
2. الرأي المتحفظ:
في المقابل، يرى بعض العلماء أن الاحتفال بعيد الأم بدعة محدثة، لأن الإسلام حدد عيدين فقط (عيد الفطر وعيد الأضحى)، وأن بر الوالدين لا ينبغي أن يُختزل في يوم واحد، بل يجب أن يكون على مدار العام. ويستند هذا الرأي إلى الحرص على الالتزام بالسنن النبوية وتجنب التشبه بعادات المجتمعات الغربية.
3. الرأي الوسطي:
هناك من يتبنى موقفًا وسطًا، فيرون أن الاحتفال جائز إذا كان بنية التعبير عن الحب والامتنان، دون اعتباره عيدًا دينيًا. ويشددون على أهمية استثمار هذه المناسبة في التذكير بحقوق الأمهات، مع التأكيد على أن البر الحقيقي يتجسد في السلوك اليومي وليس في يوم واحد فقط.

تكريم الأم في الإسلام:

تكريم الأم في الإسلام من أعظم صور البرّ والوفاء، فقد أعطاها الله مكانة رفيعة وجعل برّها من أعظم القُرُبات والطاعات. القرآن الكريم والسنّة النبويّة مليئان بالأدلة التي تُبيّن أهمية الأم وفضلها الكبير. دعني أوضح لك بعض الجوانب!

في القرآن الكريم:
• قال الله تعالى:
“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا” (الأحقاف: 15)
الله سبحانه يُذكّرنا بتضحيات الأم، من الحمل إلى الولادة إلى التربية، ويأمر بالإحسان إليها.
• وقال تعالى أيضًا:
“وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (النساء: 36)
جمع الله بين عبادته وبرّ الوالدين، مما يدل على عظم شأنهما، وخصوصًا الأم لما لها من مشقة وجهد.

في السنة النبوية:
• جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال:
“يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.” (متفق عليه)
كرر النبي ﷺ ذكر الأم ثلاث مرات، ليُبيّن مدى عظمتها وفضلها.
• قال النبي ﷺ أيضًا:
“إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات…” (متفق عليه)
عقوق الأم من كبائر الذنوب التي تُغضب الله تعالى.

صور تكريم الأم في الإسلام:
• برّها في حياتها وبعد موتها: الدعاء لها، زيارتها، تلبية احتياجاتها، والحرص على رضاها.
• الصبر على تعبها وكبر سنّها: الله يأمرنا بألّا نقول لها حتى كلمة “أف”، ونُعاملها بلطف واحترام.
• إكرام أصدقائها بعد وفاتها: كما كان يفعل النبي ﷺ تكريمًا لذكرى خديجة رضي الله عنها.

تم نسخ الرابط