عاجل

شغف الحلوى تحت السيطرة: خطوات فعّالة وبدائل صحية للحدّ من الرغبة الشديدة

 تناول الحلوى
تناول الحلوى

كثيرون يشعرون أحيانًا برغبة لا تُقاوَم في تناول الحلوى أو المشروبات السكرية، وخاصة في أوقات التوتر أو بعد وجبة دسمة. ورغم أن تذوق قطعة شوكولاتة أو حلوى من حين لآخر لا يُعد مشكلة صحية، إلا أن الإفراط في تناول السكريات المضافة قد يحوّل هذه العادة البريئة إلى تهديد حقيقي للصحة.

فالاستهلاك المفرط للسكر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة، مثل أمراض القلب، والسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد الدهني، فضلًا عن تأثيره على المزاج والطاقة وجودة النوم.

في التالي سوف  نستعرض أبرز الخطوات المدروسة والفعالة التي نشرها موقع "Health" للسيطرة على شراهة السكر، وتحقيق توازن صحي دون حرمان أو شعور بالذنب.


لا تتبع أنظمة غذائية قاسية تحرمك من كل شيء

الحرمان الشديد لا يؤدي دائمًا إلى نتائج إيجابية، بل قد يُشعل رغبة داخلية أقوى في تناول ما تم منعه. فقد أثبتت دراسات عدة أن الأنظمة الغذائية التي تعتمد على تقليل السعرات بشكل مفرط، أو تحظر تناول مجموعات غذائية كاملة (مثل الكربوهيدرات)، تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تزداد الرغبة في تناول السكريات، ويزداد معها احتمال الإفراط.

الاعتدال هو المفتاح، والحرمان القاسي ليس الحل.


 حافظ على استقرار مستويات السكر في الدم

عندما تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، يرسل الدماغ إشارات تحفيزية لتناول أطعمة حلوة للحصول على دفعة سريعة من الطاقة. لذلك، من المهم أن تعتمد على وجبات متوازنة تحافظ على سكر الدم في حالة مستقرة، مما يقلل من رغبتك في تناول السكر لمجرد رفع الطاقة.

وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتحكمون في مستويات السكر لديهم يكونون أقل عرضة للشراهة مقارنةً بمن يعانون من عدم استقرار في نسب السكر.

اجعل الألياف والبروتين رفيقين دائمين في وجباتك

تناول أطعمة غنية بالبروتين مثل البيض، الدواجن، أو البقوليات، مع مصادر جيدة للألياف مثل الخضروات، الشوفان، والبذور، يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول. هذا بدوره يحدّ من الشعور بالجوع المفاجئ ويقلل من التوجه لتناول وجبة خفيفة سريعة، غالبًا ما تكون غنية بالسكر.

هذه المكونات تُبطئ عملية الهضم وتُحفّز إفراز هرمونات الشبع، فتمنحك طاقة مستدامة دون الحاجة إلى الحلويات.

 لا تستهين بأهمية النوم الجيد

قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على مراكز التحكم في الشهية في الدماغ، كما تزيد من إنتاج هرمونات الجوع مثل "الجريلين"، وتقلل من هرمون "اللبتين" المسؤول عن الشبع. النتيجة؟ زيادة واضحة في الرغبة في تناول الكربوهيدرات والسكر في اليوم التالي.

احرص على النوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا، وجرّب تقنيات تساعد على نوم مريح، مثل تقليل الإضاءة قبل النوم أو الابتعاد عن الشاشات.

 تعرّف على علاقة التوتر بالحلويات

عندما نمرّ بيوم عصيب أو نتعرض لضغط نفسي، نميل لا شعوريًا إلى البحث عن الطعام كوسيلة للراحة النفسية، وغالبًا ما نلجأ للحلويات والمأكولات الغنية بالكربوهيدرات. السبب؟ التوتر يزيد من إفراز الكورتيزول، وهو هرمون يزيد من الرغبة في الأكل وخاصة السكر.

لذا، حاول أن تبحث عن وسائل صحية للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة، التأمل، التنفس العميق، أو التحدث مع صديق.

 المرونة أهم من الصرامة

قد تظن أن الحل هو التوقف التام عن تناول الحلويات، لكن الدراسات تؤكد أن الحرمان المطلق يؤدي إلى نتيجة عكسية تُعرف بـ "الاشتهاء القهري". الأفضل أن تسمح لنفسك بتناول كميات معتدلة من الأطعمة التي تحبها، ضمن خطة غذائية متوازنة.

استمتع بقطعة شوكولاتة صغيرة في عطلة نهاية الأسبوع، أو شارك كعكة في مناسبة، فذلك لن يفسد نظامك بل قد يدعمه نفسيًا.

استبدل العادات لا الحلوى فقط

في كثير من الأحيان، لا تكون رغبتنا في السكر بسبب الجوع، بل بسبب العادات المتكررة. مثل تناول الحلوى أمام التلفاز كل مساء، أو شرب مشروب غازي مع الغداء. هذه السلوكيات يمكن تعديلها تدريجيًا من خلال استبدالها بخيارات صحية.

جرب تناول فاكهة طازجة أو مجففة مع القليل من الشوكولاتة الداكنة، أو استبدل المشروب الغازي بالمياه المنكهة طبيعياً أو المياه الفوارة.


السيطرة ممكنة ولكن تبدأ بالوعي

الرغبة في الحلويات ليست عيبًا ولا ضعفًا، بل هي جزء من التكوين الطبيعي لجسم الإنسان. لكن التحكم بها لا يتطلب قوة خارقة، بل إدراكًا للعادات اليومية، واستعدادًا لتغييرها بخطوات بسيطة ومدروسة.

ابدأ بتعديل نمطك الغذائي تدريجيًا، لا تسعَ للكمال، بل للواقعية. واجعل هدفك النهائي هو بناء علاقة صحية مع الطعام، حيث لا يكون الحرمان وسيلة، بل التوازن هو القاعدة.

تم نسخ الرابط