أشهر وأغرب الساعات حول العالم.. بين العبقرية والغموض وساعة تدور عكس الزمان

لطالما كانت الساعات أكثر من مجرد أدوات لقياس الزمن، إذ تحوّلت في كثير من الأحيان إلى رموز معمارية وثقافية، تحمل في طياتها قصصًا غريبة وتفاصيل هندسية مدهشة، من لندن إلى طوكيو، ومن براغ إلى تونس، تنتشر في العالم ساعات أثارت الدهشة بسبب تصميمها، حركتها، أو حتى الأساطير التي دارت حولها.

ساعة بيغ بن – لندن

تعد ساعة "بيغ بن" الشهيرة في لندن واحدة من أشهر الساعات في العالم، وأحد أبرز المعالم السياحية في المملكة المتحدة. تم تشغيلها لأول مرة عام 1859، وتتميز بدقتها الشديدة، حيث لا تنحرف عن الوقت الصحيح إلا لثوانٍ قليلة في العام. ورغم أنها تحمل اسم "بيغ بن"، فإن هذا الاسم يخص في الحقيقة الجرس العملاق داخل البرج، بينما يُعرف البرج نفسه باسم "برج إليزابيث".

الساعة الفلكية – براغ

أما في العاصمة التشيكية براغ، فتقع "الساعة الفلكية" التي تعود إلى القرن الخامس عشر، وتُعد واحدة من أقدم الساعات الفلكية العاملة في العالم حتى اليوم، تُظهر الساعة حركة الكواكب، موقع الشمس والقمر، وحتى التقويم الفلكي، ويجتمع السياح يوميًا لمشاهدة "موكب الرسل الاثني عشر" الذي يظهر من نوافذها كل ساعة.

ساعة تسوتشو – الصين

في مدينة تسوتشو الصينية، تقع ساعة مائية قديمة بُنيت في عهد أسرة سونغ خلال القرن الحادي عشر، تعمل الساعة باستخدام نظام من العوامات والماء المتدفق، وكانت تُستخدم لقياس الوقت بدقة مذهلة في ذلك العصر، وتعتبر إنجازًا هندسيًا سبق عصره.

ساعة تستور – تونس: عقاربها تمشي بالعكس

ومن بين أغرب الساعات على الإطلاق، تأتي ساعة جامع تستور في مدينة تستور شمال غرب تونس، وهي الساعة الوحيدة في العالم التي تدور عقاربها عكس الاتجاه المعتاد تقع الساعة أعلى مئذنة الجامع الكبير، وقد بناها مهاجر أندلسي في القرن السابع عشر.

تُعد هذه الساعة رمزًا للحنين إلى الوطن، حيث أراد صانعها أن تُخالف الزمن السائد كتعبير عن التمسك بالهوية الأندلسية والثقافة الأصلية، توقفت الساعة لسنوات طويلة قبل أن يُعيد مهندس تونسي تشغيلها، لتصبح معلمًا سياحيًا وثقافيًا فريدًا يجذب الزوار من داخل وخارج تونس.

تظل الساعات حول العالم شاهدة على عبقرية الإنسان، وارتباطه العاطفي والفكري بالزمن، حيث تتجاوز وظيفتها لتصبح رمزًا للهوية، والتاريخ، وحتى التمرد.