احتواء النفوذ الصيني العالمي
«الذكاء الاصطناعي» سلاح أمريكي لاستقطاب دول الخليج نحو أهداف واشنطن

تنبأ تقرير صادر عن شركة "ماكينزي" الاستشارية عام 2023، أن التبني الواسع النطاق لوسائل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق مكاسب إنتاجية بقيمة تريليونات الدولارات للاقتصاد العالمي. وبينما تُحفّز التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي الابتكار في مجالات العلوم والطب والتصنيع المتقدم وغيرها. لكن الدول لن تستفيد إذا لم تتمكن من الوصول إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي. لكن يبقى السؤال حول كيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي في احتواء النفوذ الصيني العالمي، حيث من المرجح أن تكون البدائل الرئيسية للموردين الأمريكيين صينية. وهنا يبرز التفكير الأمريكي تجاه دول الخليج.
إن وجود إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي يُوازن بشكل أفضل بين المخاطر والمقايضات يُمكن أن يُقنع دول الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالاستثمار بشكل حصري أكبر في مراكز البيانات الأمريكية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتحليل بموقع "Foreign Affairs".
بشكل أكثر وضوحًا، هذا يعني حصول واشنطن من تلك الدول على ما يجب عليهم تجنبه، مثل مُشاركة تقنيات مُعينة مع خصوم الولايات المتحدة، في مقابل ما قد يحصلون عليه، مثل الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المُتقدمة داخل مراكز بيانات السحابة السيادية الخاصة بهم.
وقد أبدت دول الخليج بالفعل اهتمامًا كبيرًا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية؛ وتكمن الحيلة في تسهيل وصولهم مع منع انتشار التكنولوجيا إلى الصين بطريقة تتحايل على ضوابط التصدير الأمريكية.
ويتطلب هذا إجراءات مُحسنة في دول الخليج للتحقق من قدرة شركاتها التكنولوجية وشراكاتها بين القطاعين العام والخاص على تأمين وحماية التكنولوجيا الأمريكية التي قد تتدفق إلى كيانات تسيطر عليها الصين.
«الذكاء الاصطناعي» سلاح أمريكي">«الذكاء الاصطناعي» سلاح أمريكي
تعزيز شراكات الذكاء الاصطناعي مع دول الخليج
من خلال تعزيز شراكات الذكاء الاصطناعي مع دول الخليج، ستشجع واشنطن هذه الدول على تعزيز انسجامها مع الولايات المتحدة، وستتيح للصناعة الأمريكية الوصول إلى الطاقة بشكل أكبر.
كما سيساعد العمل مع دول الخليج لتمكين الوصول الموثوق الشركات الأمريكية على نقل خدمات الذكاء الاصطناعي إلى دول الجنوب، من خلال شراكات مثل تلك التي أُعلن عنها العام الماضي بين مايكروسوفت وشركة التكنولوجيا الإماراتية G42 في كينيا، والتي تهدف إلى توفير أدوات الذكاء الاصطناعي والوصول السحابي للشركات هناك.
«الذكاء الاصطناعي» سلاح أمريكي">«الذكاء الاصطناعي» سلاح أمريكي
مواجهة واشنطن وبكين في الشرق الأوسط
يؤكد التحليل أنه إذا لم تُمهد حكومة الولايات المتحدة الطريق لمزيد من هذا النوع من التعاون، فإن المنافسين، مثل مبادرة طريق الحرير الرقمي الصينية، المصممة لجلب مجموعة من التقنيات الرقمية مثل الجيل الخامس والخدمات السحابية إلى العالم النامي، سيسدون الفجوة.
ولتسريع التبني المحلي، ستحتاج الولايات المتحدة إلى استثمارات أساسية في إنتاج الرقائق ومراكز البيانات والطاقة. وكما كانت السيارات أقل فائدة بكثير بدون طرق، مما دفع بعض المحللين العسكريين في حقبة الحرب العالمية الأولى إلى التشكيك في تأثير محرك الاحتراق على الحروب، فلن تتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي من تحقيق وعودها بدون بيئات سحابية جديدة، وقدرة حوسبة أكثر سهولة في الوصول، وبيانات قابلة للاستخدام.
وتحتاج الدولة، والحكومة تحديدًا، إلى قوة حوسبة وطاقة كافية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مصادر موثوقة للرقائق. ويُعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرًا عن استثمار مُخطط له بقيمة 500 مليار دولار في مراكز بيانات القطاع الخاص بدايةً مهمة.
ولكن التقارير الإخبارية تُشير إلى أنه لم يُخصص سوى 100 مليار دولار حتى الآن، ويبدو أن الكثير من العمل قد بدأ قبل الإعلان.