هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة عند سماع اسمه؟.. دار الإفتاء توضح

أوضح الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية السابق، الحكم الشرعي في مسألة كثيرًا ما تتردد على ألسنة المصلين، وهي: هل يجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذِكر اسمه أثناء الصلاة؟
وفي إجابة وردت ضمن فتاوى دار الإفتاء المصرية، أكد فضيلة المفتي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أثناء الصلاة عند ذكر اسمه الشريف أمر مشروع ومستحب، ولا يؤثر في صحة الصلاة، لكنه شدد على ضرورة مراعاة التوسط والاعتدال وعدم الجهر بها حتى لا يشوش المصلي على غيره.
الصلاة على النبي دعاء جليل مشروع في الصلاة
استند فضيلة المفتي إلى ما تقرر من أن الصلاة لا يصلح فيها إلا ما كان من جنسها كالتسبيح والتكبير والدعاء، موضحًا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم الأدعية وأشرفها، بل قد عدها العلماء من أفضل العبادات، لأنها عبادة تولى الله عز وجل أمرها بنفسه، وأمر بها المؤمنين، بخلاف سائر العبادات.
وأشار إلى أن هذا ما ذهب إليه الشافعية والمالكية، حيث نصوا على استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة عند سماع أو ذكر اسمه، سواءً من الإمام أو غيره، بشرط أن تكون بصيغة خفيفة غير ظاهرة، مثل قول: "صلَّى الله عليه وآله وسلم"، لا "اللهم صلِّ على محمد"، لتجنّب الخلاف في بطلان الصلاة إذا زاد فيها من غير ألفاظها.
أقوال العلماء في المذاهب الأربعة
الشافعية: نصوا على ندب الصلاة على النبي عند ذكر اسمه أثناء الصلاة، حتى لو كان الذكر واردًا في آية قرآنية.
المالكية: لم يروا بأسًا في الصلاة عليه في هذه الحالة، واستحبوا عدم الجهر بها أو الإكثار منها حتى لا ينشغل المصلي أو يُشوش على غيره.
أما الحنفية: فقد ذكروا فساد الصلاة إذا قُصد بالرد الإجابة على الذكر، كأن يقول المصلي: "صدق الله العظيم" أو "صلّى الله عليه وسلم" بنيّة الرد، لكنهم استثنوا من ذلك ما كان بقصد التعظيم والثناء، وهو ما ينطبق على الصلاة على النبي في سياق الذكر لا الرد.
أحاديث وآثار تؤكد مشروعية ذلك
استدل الدكتور شوقي علام على مشروعية الصلاة على النبي في أثناء الصلاة بما رواه الإمام علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «البخيل من ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ»، وهو حديث ورد بصيغة عامة لا تقييد فيه بزمان أو مكان، ما يدل على مشروعيته في كل الأحوال، بما في ذلك أثناء الصلاة.
كما نُقل عن الحسن البصري، والمغيرة، وغيرهما من التابعين، أنهم كانوا يُصلّون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذُكر اسمه في الصلاة، كما ورد في مصنف ابن أبي شيبة.
التأكيد على عدم الجهر أو الإطالة
في ختام فتواه، أكد المفتي على ما قرره فقهاء المالكية، من أن الصلاة على النبي في الصلاة يُستحب أن تكون خافتة غير مجهر بها، وألا يُطيل المصلي فيها حتى لا يشغله ذلك عن صلب صلاته.
بحسب ما جاء في فتوى الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، وبإجماع من دار الإفتاء المصرية، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه في الصلاة مستحبّة ولا تبطل الصلاة، ما دامت كانت بنية التعظيم ومن دون تشويش أو جهر يضر بمن حول المصلي.