عاجل

خبير أُسرة : الطلاق في زمن الترندات أصبح حل أول وليس ملاذ أخير

 الدكتورة أسماء علاء
الدكتورة أسماء علاء الدين

في خضم التحولات الاجتماعية المتسارعة، باتت ظاهرة الطلاق تشهد ازديادًا ملحوظًا، ليس فقط من حيث الأرقام، بل من حيث طبيعة الأسباب التي تدفع الأزواج إلى الانفصال. 

وفي هذا السياق، ألقت الدكتورة أسماء علاء الدين، الأخصائية النفسية والأسرية، الضوء على أبرز التحديات النفسية والاجتماعية التي تؤثر على استقرار العلاقات الزوجية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

تشخيص سريع للمشكلات

خلال استضافتها في برنامج «الحياة أنت وهي» الذي تقدمه الإعلامية راندا فكري عبر قناة الحياة، أكدت الدكتورة أسماء أن أحد أبرز الأسباب الجديدة وراء تزايد معدلات الطلاق في الوقت الراهن هو الإدراك المشوَّه لطبيعة العلاقات الزوجية، الناتج في كثير من الأحيان عن التأثير المباشر لمحتوى مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت أن الكثير من النصائح المنتشرة عبر الإنترنت لا تُبنى على أسس علمية أو نفسية صحيحة، بل تُقدم بصورة سطحية ومختزلة، مثل العبارات المتداولة: "لو توكسيك سيبيه" أو "لو نرجسي ابعدي عنه"، وهي نصائح تضع تصنيفات نفسية معقدة في قوالب مبسطة، تدفع البعض إلى اتخاذ قرارات مصيرية دون دراسة كافية أو فهم عميق.

غياب ثقافة التفاهم والإصلاح

ترى الدكتور أسماء أن انتشار هذه المفاهيم السطحية عبر "السوشيال ميديا" أدى إلى تآكل ثقافة التفاهم والحوار داخل الحياة الزوجية، حيث أصبح بعض الأزواج يلجؤون إلى الطلاق كحل أول وليس كملاذ أخير، في ظل تراجع قيم الصبر والاحتواء، مقارنة بالأجيال السابقة.

وأضافت أن الأزواج قديمًا كانوا أكثر ميلًا إلى التحمل والسعي لحل المشكلات داخل إطار العلاقة، مدفوعين بعوامل مجتمعية مثل قلة الخيارات والانغلاق الاجتماعي، إلى جانب تقديرهم لأهمية الأسرة واستقرارها، أما اليوم، فالأمر بات مختلفًا في ظل الانفتاح المفرط وانتشار ثقافة "الاستغناء السريع".

الوعي بحقوق الطرفين 

من الجوانب التي ركزت عليها الدكتور أسماء أيضًا هو سوء فهم مفهوم "الوعي بالحقوق"، والذي بات يُترجم أحيانًا إلى صراع دائم داخل العلاقة بدلًا من أن يكون بوابة لتحقيق التوازن، وأكدت أن الحقوق والواجبات في العلاقة الزوجية لا تُفهم من خلال منشورات سطحية، بل تحتاج إلى حوار داخلي ومرافقة نفسية وتربوية قبل الزواج وأثناءه.

وشددت على أن كل علاقة تمر بتحديات، وأن الاستعجال في الانفصال بدلاً من البحث عن الحلول يُهدد استقرار الأسرة ويُضاعف من الأثر النفسي السلبي على الأبناء، في حال وجودهم.

<strong>برنامج الحياة أنت وهى </strong>
برنامج الحياة أنت وهى 

دعوة إلى مراجعة الذات 

وفي ختام حديثها، وجهت الدكتورة أسماء علاء الدين دعوة إلى الأزواج والمقبلين على الزواج بضرورة التزود بثقافة أسرية صحيحة، والابتعاد عن اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على "ترندات" أو نصائح سطحية، مشيرة إلى أهمية الاستعانة بالمختصين النفسيين والأسريين قبل اتخاذ قرار الانفصال، من أجل منح العلاقة فرصًا حقيقية للإصلاح.

كما دعت إلى تعزيز التوعية الإعلامية والمجتمعية بأهمية العلاقة الزوجية وكيفية بنائها بشكل سليم، من خلال برامج توعية، ودورات تدريبية، ومحتوى متخصص مسؤول، يوازن بين الحقوق والواجبات، ويُشجع على النضج العاطفي والتفاهم.

تم نسخ الرابط