نتنياهو وحماس | من يربح معركة غزة؟.. رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية يجيب

أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، أن الموقف الإسرائيلي لا يزال "مراوغًا"، مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست معنّية حقيقةً بوقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب، بل تركّز على أهداف رئيسية ثلاث ، تحرير الأسرى دون دفع ثمن سياسي، السيطرة الكاملة أو الجزئية على قطاع غزة، و تدمير بنية حركة حماس عسكريًا وسياسيًا.
وأضاف عوض خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" أن إسرائيل تعتبر الحرب خيارًا مفيدًا على المدى القريب والبعيد، على المدى القريب تحافظ على تماسك الائتلاف الحكومي الهش، وعلى المدى البعيد تسعى لإعادة رسم خريطة غزة سياسيًا وديموغرافيًا،سواء عبر الاستثمار أو الاستعمار.
الضغوط الدولية على حماس
وأشار أن حماس تواجه ضغوطًا دولية ومحلية لقبول الاتفاق، لكنها ترفض أي صفقة تقتصر على الجانب الميداني (وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى) دون ضمانات سياسية، كوقف الحرب بشكل دائم او انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة او بدء عملية إعمار واسعة و إطلاق حوار فلسطيني حول حكم القطاع.
وحذّر عوض من أن حماس "لن تقبل بأن تُشطَب من المعادلة السياسية، حتى لو اضطرت للتراجع إلى العمل السري كحركة مقاومة."
تصريحات نتنياهو
وأكد رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية ،أن تصريح نتنياهو الذي أكد فيه توجيه فريق التفاوض لمواصلة الجهود لتحرير الأسرى مجرد "مسرحية إعلامية" لـتهدئة غضب أهالي الأسرى الإسرائيليين، و امتصاص ضغوط الإدارة الأمريكية قبل الانتخابات ،و تحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات.
وقال، إرسال وفد دون صلاحيات كافية أو تعليمات واضحة ليس تفاوضًا، بل تضليل، فنتنياهو يعرف جيدًا كيف يلعب بورقة الوقت، وهو تلميذ نجب في مدرسة العلاقات العامة الأمريكية، مشيرًا أن المشكلة الجوهرية تكمن في عدم وجود ضامن دولي يفرض تنفيذ الاتفاقيات، خاصةً بعد أن انتهكت إسرائيل جميع الاتفاقات السابقة، مثل
- خرق وقف إطلاق النار في 2008 و2014.
- الالتفاف على اتفاق تبادل الأسرى عام 2011 (صفقة شاليط).
- رفض الالتزام ببنود الهدنة الأخيرة التي وسّطت فيها مصر وقطر.
احتمالات الفترة القادمة
وضح عوض بعض الاحتمالات التي يمكن حدوثها في الايام القادمة
كقبول حماس بالمقترح الحالي إذا تضمّن ضمانات أممية بمراقبة الانسحاب الإسرائيلي، لكن هذا يبدو مستبعدًا في ظل تشدد نتنياهو ، أو انفجار الوضع عسكريًا إذا رفضت إسرائيل التنازلات السياسية، ما قد يدفع حماس لاستئناف القتال ، والحل الاخير تجميد المفاوضات واللجوء إلى حلول مؤقتة، مثل هدنة قصيرة تليها جولة تفاوض جديدة.
واختتم حديثه قائلاً "نحن أمام طرفين: أحدهما يعتقد أنه منتصر عسكريًا (إسرائيل)، والآخر يعوّل على صموده وورقة الضغط (حماس)، المشكلة أن كليهما يخاطر بمصير المدنيين في غزة، الذين تحولوا إلى رهائن في هذه المعادلة.