عاجل

السودان على شفا التفكك.. فقدان أكثر من 8 آلاف شخص في عام واحد وسط الحرب

فقدان أكثر من 8 آلاف
فقدان أكثر من 8 آلاف شخص في عام واحد وسط الحرب

في وقت يتصاعد فيه التوتر وتزداد تعقيدات المشهد السوداني، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، عن أرقام صادمة تُظهر عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب، إذ تم توثيق اختفاء أكثر من 8000 شخص خلال عام 2024 وحده، في بلد تمزقه الصراعات المسلحة وتغيب عنه مظاهر الاستقرار.

وبحسب وكالة “فرانس برس”، أوضح دانيال أومالي، رئيس بعثة الصليب الأحمر في السودان، أن هذا الرقم لا يعكس الواقع بالكامل، مشيرًا إلى أن الحالات المُبلغ عنها لا تمثل سوى "الجزء الظاهر من جبل الجليد"، في ظل الانهيار شبه الكامل لمنظومة تتبع المفقودين.

 تحذير أممي

في سياق متصل، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة، محذّرة من انزلاق البلاد نحو مزيد من التفتت. 

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أعرب عن القلق العميق من أي خطوات قد تُكرّس تفكك الدولة السودانية أو تؤدي إلى تصعيد جديد في النزاع.

بريطانيا تندد بـ"حكومة دقلو"

من جانبها، اعتبرت الحكومة البريطانية أن إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية يُعدّ خطوة "أحادية الجانب وغير مقبولة"، مؤكدة أن مثل هذه الإجراءات "لن تُسهم في إنهاء الحرب، بل تعمّق الانقسام وتهدد وحدة السودان".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان رسمي، إن الإعلانات الانفرادية لتشكيل حكومات موازية لا تمثّل حلًا للأزمة، بل تُقوّض فرص السلام وتُهدد وحدة الأراضي السودانية.

الأمم المتحدة تحذر: السودان على شفا "الهاوية" والمجاعة تهدد الآلاف

 "حكومة موازية"

وكان قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قد أعلن أمس عن تشكيل ما وصفه بـ"حكومة السلام والوحدة"، مؤكدًا أنها تمثل "الوجه الحقيقي للسودان"، في محاولة لتقديم بديل سياسي في ظل استمرار الحرب، التي تدخل عامها الثالث.

وصرّح دقلو عبر قناته الرسمية على تطبيق "تليجرام":"اتفقنا مع مكونات مدنية وسياسية واسعة على ميثاق سياسي ودستور انتقالي يؤسس لسودان جديد، هذا التحالف هو صوت الشعب وليس النخب الفاشلة."

أزمة متعددة الأوجه

التحركات العسكرية والسياسية الأخيرة تأتي بينما تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مع شح المساعدات وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، ما ينذر بكارثة تمتد آثارها إلى ما وراء حدود السودان.

في ظل هذا المشهد المعقد، يواجه السودان منعطفًا خطيرًا، قد يُحدد مستقبل وحدة أراضيه أو يسرع في تفككه، ما لم تتدخل الأطراف الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة.
 

تم نسخ الرابط