صفاء الطوخي تكشف أسرار الطفولة : "أمي ست بيت شاطرة وملهمة" (فيديو)

في حوار صادق ومليء بالمشاعر الإنسانية، أطلت الفنانة صفاء الطوخي على جمهور برنامج "الستات" المذاع عبر قناة النهار الفضائية، لتروي جانبًا نادرًا من حياتها العائلية في ظل الاحتلال الإنجليزي، كاشفة عن تفاصيل تربيتها داخل بيت مصري تقليدي، كان يجمع بين البساطة والانضباط والدعم المتبادل بين الزوجين، وهو ما انعكس بشكل مباشر على شخصيتها ومسيرتها الفنية.
منزل صفاء في الطفولة
بدأت صفاء حديثها باسترجاع الذكريات قائلة:"بيتنا كان زي بيوت المصريين أيام الاحتلال الإنجليزي، بسيط لكنه دافي ومليان حب وتفاهم"، موضحة أن والدها لعب دور الأستاذ والداعم، بينما كانت والدتها تقوم بدور الحاضنة التي توفر المناخ الهادئ والمناسب للعمل والتربية.
وأضافت:"والدي كان أب مثالي، ووالدتي كانت بتوفر له كل الظروف علشان يشتغل، من غير ما تضايقه أو تضايقنا إحنا كأولاد… كانت ست بيت شاطرة جدًا"، وهي كلمات تعبّر عن امتنانها لوالديها وتقديرها لما قدماه من تضحيات من أجل تربية الأبناء وتنمية قدراتهم.
التعليم الذاتي إلى الاعتقال
في فقرة أخرى من اللقاء، تطرقت الفنانة صفاء الطوخي إلى المسيرة الاستثنائية التي خاضتها والدتها، الكاتبة والمناضلة فتحية العسال، مؤكدة أنها نموذج حي للمرأة المكافحة والمثقفة، قائلة: "أمي لها رحلة كبيرة جدًا، بدأت بتثقيف وتعليم نفسها بشكل ذاتي… كانت دايمًا حريصة على تطوير فكرها ومعرفتها رغم التحديات".
كما أشارت إلى أن اختيار والدتها لوالدها كان تحديًا كبيرًا في زمنه، لأنه تجاوز الاعتبارات التقليدية، وكان مبنيًا على قناعات فكرية وإنسانية متبادلة، قائلة: "اختيار أمي لأبويا ماكنش سهل، لكن أبويا ساعدها جدًا في مشوار التثقيف، وده كان من أسباب نجاحها".
صفاء الأصغر والأقرب
كشفت صفاء عن جزء شخصي آخر من حياتها العائلية، حيث قالت إنها كانت البنت الوحيدة بين ثلاثة أولاد أكبر منها سنًا، ما جعل علاقتها بوالدتها مميزة، مشيرة إلى أنها كانت دائمًا الأقرب لأمها وتشعر بأنها نسخة مصغرة منها من حيث الطموح والشخصية والجرأة في التعبير عن الذات.
وتابعت:"أنا كنت البنت الوحيدة، وعلاقتي بأمي كانت مختلفة شوية… كنت دايمًا حاسة إن في حاجة مشتركة بينا في طريقة التفكير والطموح".

المرأة في حياة صفاء
من خلال حديثها، يتضح أن صفاء الطوخي لم تتأثر فقط بحب الفن والكتابة من والدتها، بل استمدت منها روح المقاومة والاعتزاز بالهوية، وهو ما ظهر في اختياراتها الفنية وفي الأدوار التي قدمتها على الشاشة، والتي غالبًا ما تمثل نماذج لنساء قويات، مؤثرات، وفاعلات في المجتمع.
في نهاية اللقاء، قدّمت صفاء الطوخي صورة نادرة عن الحياة في بيت مصري بسيط في زمن الاحتلال، لكنه غني بالقيم والاحترام والدعم المتبادل. بيت خرجت منه كاتبة كبيرة، وأب مثقف، وفنانة موهوبة، ونموذج إنساني واجتماعي يعكس قيمة الأسرة الحقيقية في صناعة الإنسان.