صفاء الطوخي تكشف كواليس الحزن والذاكرة: "والدتي ما زالت حية في خيالي" (فيديو)

في حوار مؤثر عبر برنامج "الستات" الذي يُعرض على قناة النهار الفضائية، تحدثت الفنانة القديرة صفاء الطوخي بصراحة نادرة عن مشاعرها العميقة تجاه فقدان والدتها الكاتبة فتحية العسال، وكشفت تفاصيل مؤلمة عن صعوبة تقبّل غيابها، مؤكدة أن رحيلها ما زال غير قابل للاستيعاب بالنسبة لها.
كما تطرقت إلى علاقة والدتها بمسلسل "سجن النساء" الذي كتبه نجلها والمستوحى جزئيًا من تجربتها الشخصية خلال فترة اعتقالها في عهد الاحتلال الإنجليزي.
لم أصدق أنها رحلت
وصفت صفاء الطوخي حالة الإنكار التي تعيشها منذ وفاة والدتها، موضحة أنها لم تستطع حتى الآن الاعتراف الكامل بوفاتها.
وقالت بأسى: "فكرة الاعتراف بوفاة والدتي غير مرحب بها في الوقت الحالي… أتعامل طوال الوقت وكأنها في سفر خارج البلاد، وستعود"، في إشارة واضحة إلى قوة العلاقة التي جمعتها بوالدتها، وصعوبة قبول فكرة الفقد.
وأكدت أن لحظة الوفاة كانت "كالصاعقة" على حد تعبيرها، معلقة:"كنت في حالة ذهول، مش مصدقة إنها ماتت، وإنّي مش هشوفها تاني"، وهي كلمات تعكس حالة الصدمة التي ما تزال تلازمها حتى اليوم، بعد سنوات من رحيل والدتها.
"سجن النساء" تجربة والدتي
وفي حديثها عن مسلسل "سجن النساء"، أوضحت الفنانة صفاء الطوخي أن العمل مستوحى جزئيًا من تجربة والدتها فتحية العسال التي اعتُقلت خلال فترة الاحتلال الإنجليزي في مصر، وقالت:"والدتي كانت معتقلة في فترة حكم الإنجليز، وكانت تصادق السجينات رغم ما يحملنه من طباع قد تبدو غريبة على المجتمع"، مشيرة إلى أن هذه الصداقات والعلاقات الإنسانية العميقة التي كونتها والدتها في السجن شكلت نواة الإلهام لأجواء المسلسل.
ورغم تأكيدها على الجانب الواقعي في بعض مشاهد "سجن النساء"، شددت الطوخي على أن هناك لقطات خيالية بالكامل ولا تمت للواقع بصلة، قائلة: "في مشاهد غير واقعية بالمرة، زي حريق الطفلة الصغيرة، دي مش من الواقع، لكنها درامية خالصة"، موضحة أن الأعمال الفنية تمزج بين الحقيقة والخيال لصنع تأثير درامي أقوى.
رسالة حب للأم
من خلال حديثها، بدا واضحًا أن صفاء الطوخي ما زالت تعيش تحت تأثير فقدان والدتها، ليس فقط كأم، بل كرمز ثقافي وإنساني لعب دورًا كبيرًا في تشكيل وعيها وشخصيتها. وفي كل جملة نطقتها كانت نبرة الوفاء والحنين تتغلغل، لتجعل من اللقاء شهادة حب خالدة.
في النهاية، قدّمت صفاء الطوخي نموذجًا حيًا لمعاناة كثير من الأبناء مع الفقد، وطرحت بصوتها الإنساني تجربة تنبض بالألم والوفاء في آن واحد. رحلة فنية وإنسانية تتقاطع فيها الذاكرة مع الفن، والمأساة مع الإبداع.