عزت إبراهيم: تحركات السيسي توازن بين دعم فلسطين وتعزيز العلاقات (فيديو)

أكد الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير “الأهرام ويكلي”، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقطر والكويت، وأيضا زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، ليست تحركات عشوائية، بل تمثل جزءًا من جهد دبلوماسي مصري مدروس بعناية في ظل ظروف إقليمية متشابكة ومتسارعة.
وأوضح “إبراهيم”، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة عبر برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، أن ترتيب هذه اللقاءات والزيارات، يعكس إدراكًا عميقًا من القيادة المصرية لطبيعة المرحلة الراهنة، التي تتطلب حضورًا سياسيًا فاعلًا ورؤية استراتيجية شاملة تُوازن بين القضايا الإنسانية والمصالح الوطنية.
تنسيق مصري خليجي
وأشار إلى أن الزيارات إلى قطر والكويت تأتي ضمن سياسة خارجية منفتحة تنتهجها مصر، تقوم على بناء علاقات متوازنة واستراتيجية مع الأشقاء العرب، في إطار دعم الأمن القومي العربي والتعاون المشترك، لافتًا إلى أن لقاء الرئيس السيسي بنظيره الفرنسي في القاهرة شكّل محطة حيوية عززت من أهمية التحرك تجاه دول الخليج، خصوصًا في ظل التطورات التي يشهدها قطاع غزة والمنطقة ككل.
وأضاف أن مصر تدرك أن استقرار الإقليم لا يمكن أن يتحقق دون تنسيق عربي رفيع المستوى، وهو ما برز بوضوح في لقاءات الرئيس السيسي بالقيادات الخليجية، حيث طُرحت ملفات تتعلق بالأمن الإقليمي، وسبل مواجهة التهديدات المتصاعدة، وكذلك تعزيز سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري.
التهدئة في غزة
وأوضح أن من أبرز محاور النقاش التي طُرحت خلال هذه الزيارات كان ملف التهدئة في غزة، والذي تحرص القاهرة على تنسيق خطواته مع الدوحة والكويت بشكل وثيق، في إطار الجهود المشتركة لاحتواء التصعيد وضمان حماية المدنيين.
وأكد أن التحركات المصرية تسير بالتوازي مع جهود أمريكية وأوروبية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يفتح المجال أمام تسوية سياسية شاملة، ويُمهّد الطريق لإعادة إعمار القطاع واستعادة الحياة اليومية لسكانه.
دعم القضية الفلسطينية
وشدّد إبراهيم على أن التحرك المصري لا يقتصر فقط على دعم الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة، بل يمتد أيضًا إلى ترسيخ علاقات ثنائية استراتيجية مع دول المنطقة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز دور مصر المحوري كقوة استقرار إقليمي.
وأوضح أن هذه الزيارات الرئاسية تعكس إدراكًا سياسيًا مصريًا بضرورة الموازنة الدقيقة بين الأولويات الوطنية والملفات الإقليمية، خاصة في ظل المتغيرات العالمية والتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه الجميع.

سياسة مصر الخارجية
واختتم: إن السياسة الخارجية المصرية - كما يقودها الرئيس السيسي - تتميز بالثبات والرؤية الطويلة الأمد، حيث تتعامل مصر مع التحولات الإقليمية والدولية بواقعية وشراكة استراتيجية مع محيطها العربي والدولي، بما يعزز أمنها القومي ومكانتها كفاعل رئيسي في محيطها الجغرافي والسياسي.