عاجل

ما حكم ارتداء الرجل للسلاسل من الذهب أو الفضة ؟ دار الإفتاء توضح

حكم ارتداء الرجال
حكم ارتداء الرجال للذهب

 

في ظل ما نراه من انتشار ظاهرة ارتداء السلاسل بين الشباب والرجال، سواء من الذهب أو الفضة، يكثر التساؤل عن الحكم الشرعي لارتداء هذه السلاسل، وما إذا كانت تدخل في باب الزينة المحرّمة أو المباحة،


أولًا: حكم التحلي بالذهب للرجال


اتفق جمهور الفقهاء على تحريم ارتداء الرجل للذهب بجميع أشكاله، سواء كان خاتمًا أو سلسلة أو غير ذلك من الزينة.
وقد استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«حُرِّمَ لِبَاسُ الحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي وَأُحِلَّ لِإِنَاثِهِمْ»
(رواه أحمد في “المسند”).
وأوضح الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم” أن: “أجمع المسلمون على تحريم الذهب على الرجال، وإباحته للنساء”.

وبذلك فإن ارتداء الرجل لسلسلة ذهبية يدخل في نطاق المحرَّم شرعًا، كونه من زينة النساء التي لا يشاركهن فيها الرجال.

ثانيًا: حكم التحلي بالفضة للرجال

أما الفضة، فقد جاء في “الصحيحين” عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم:“اتخذ خاتمًا من وَرِق (أي فضة)”.
وقد أباح جمهور العلماء ارتداء الخاتم الفضي للرجل، وكذلك تحلية السيف أو المصحف، وهو ما ذهب إليه أئمة كبار مثل ابن قدامة، وابن رشد، والسمرقندي، وابن عابدين، وغيرهم.
لكن هناك خلافًا فقهيًّا حول لبس ما سوى الخاتم من الفضة، كالسلسلة مثلًا:
• الأحناف: قصروا الجواز على الخاتم وتحلية السيف أو المصحف فقط.
• المالكية والشافعية والحنابلة: نصوا على حرمة ارتداء الطوق (السلسلة) من الفضة للرجال، لأنه من زينة النساء.
وفي مقابل ذلك، ذهب بعض فقهاء الشافعية مثل المتولي والغزالي إلى جواز لبس الطوق من الفضة للرجل، بشرط ألا يكون فيه تشبه بالنساء.

العرف معيار مهم في الحكم

أكدت دار الإفتاء  أن العرف والعادة عنصر حاسم في تحديد الحكم، فـ:
• إذا كان لبس السلسلة خاصًا بالنساء في مجتمع ما، حرُم على الرجال لبسها.
• أما إذا انتشر ارتداؤها بين الرجال لأغراض عملية أو طبية (مثل سلسلة تعريف مريض الزهايمر)، أو كانت مصممة بطريقة رجولية لا تدل على التأنث، جاز ارتداؤها، خاصة مع تغير الأعراف المعاصرة.

الرأي المختار للفتوى

المختار للفتوى – كما توضح دار الافتاء– هو:
“جواز لبس الرجل لسلسلة من الفضة إذا لم تكن خاصة بالنساء عُرفًا، ولا تدل على التخنث أو التشبه بهن، ويتأكد الجواز إذا كان ذلك لحاجة معتبرة”.

بينما يبقى تحريم الذهب للرجال على إطلاقه أمرًا ثابتًا بالإجماع، ولا خلاف فيه بين العلماء
وبناءا على ذلك :
• يحرم على الرجل لبس الذهب بكل أشكاله (خاتم، سلسلة، إلخ).
• يباح لبس الفضة للرجل في صورة خاتم أو أداة لها غرض نافع.
• جواز لبس السلسلة الفضية للرجل يتوقف على العرف، وشكلها، وغرض استخدامها.
• في حال كانت السلسلة تدل على تشبه بالنساء أو فيها مظهر من مظاهر الترف أو التخنث، فهي محرمة.
بهذا يكون الإسلام قد رسم ضوابط دقيقة تجمع بين الحفاظ على الهوية الرجولية، وبين مرونة الأحكام الشرعية في مواكبة تغير الأعراف.

تم نسخ الرابط