أبو شامة: العملية الإرهابية في الأردن خطيرة.. وإسرائيل المستفيد الأكبر(فيديو)

أكد محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، أن العملية الإرهابية التي تم إحباطها مؤخرًا في المملكة الأردنية الهاشمية تشير إلى مؤامرة أمنية عميقة تستهدف استقرار البلاد، معتبرًا أن إسرائيل تُعد المستفيد الأكبر من أي حالة فوضى أو اضطراب في الأردن، سواء من الناحية الجيوسياسية أو الأمنية.
وجاءت تصريحات "أبو شامة" خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، في سياق تغطية التطورات الأمنية الأخيرة التي أعلنت عنها دائرة المخابرات العامة الأردنية، والتي كشفت عن تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ أعمال تخريبية، في واحدة من أخطر التحديات الأمنية التي تواجه المملكة منذ سنوات.
إحباط مخطط إرهابي
أوضح أبو شامة أن ما أعلنته السلطات الأردنية يعكس يقظة استخباراتية رفيعة المستوى، حيث أشارت البيانات الرسمية إلى أن المخطط تم تتبعه منذ عام 2021، وتم خلال تلك الفترة جمع معلومات دقيقة أدت إلى إحباط العملية واعتقال 16 متهمًا، كانوا بصدد تنفيذ هجمات تستهدف أمن المملكة واستقرارها الداخلي.
وأشار إلى أن استهداف الأردن في هذا التوقيت ليس عشوائيًا، بل يأتي في إطار محاولات إقليمية ودولية لإضعاف الدول المركزية في المنطقة، وخلق ثغرات أمنية يمكن استغلالها لإعادة رسم توازنات القوى، خصوصًا في ظل ما تشهده المنطقة من توترات متصاعدة، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة.
إسرائيل هي الرابح الأكبر
شدد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر على أن إسرائيل تقف على رأس قائمة المستفيدين من زعزعة استقرار الأردن، نظرًا للدور الذي تلعبه عمان في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ورفضها لأي حلول تتعارض مع حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
وأضاف أن وجود دولة مستقرة مثل الأردن يمثل عائقًا أمام بعض الأجندات الإسرائيلية التي تسعى لإعادة ترتيب الأولويات في المنطقة، وخاصة تلك المتعلقة بمسألة التهجير القسري للفلسطينيين، وملف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس.
تصاعد الفتنة الإلكترونية
لفت أبو شامة إلى أن توقيت الكشف عن الخلية الإرهابية يتزامن مع تصاعد حملات التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الحملات التي أشار إليها كبار المسؤولين الأردنيين مؤخرًا، واصفين إياها بأنها "ذباب إلكتروني" مدعوم خارجيًا يهدف لإثارة الانقسام داخل المجتمع الأردني.
وأضاف أن الحرب الحديثة لم تعد تقتصر على البنادق والمتفجرات، بل أصبحت تعتمد بشكل كبير على الحرب النفسية والمعلوماتية، عبر منصات التواصل التي تُستخدم كسلاح لتفتيت المجتمعات من الداخل.

الأردن قادر على الصمود
في ختام مداخلته، أكد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، أن الدولة الأردنية أثبتت قدرتها على حماية أمنها الوطني، بفضل كفاءة أجهزتها الأمنية وتماسك جبهتها الداخلية، لكنه في الوقت ذاته دعا إلى ضرورة دعم الأردن إقليميًا وعربيًا، مشددًا على أن استقرار المملكة ليس شأنًا داخليًا فحسب، بل هو صمام أمان للمنطقة بأسرها.
وشدد على أن مواجهة مثل هذه المخططات الإرهابية تتطلب تعاونًا استخباراتيًا وأمنيًا عابرًا للحدود، وإدراكًا مشتركًا من الدول العربية بأن استهداف الأردن هو استهداف مباشر لاستقرار الإقليم بأكمله.