أكثر من 100 سلعة من الصين وأوروبا في دائرة الاستهداف
من الرقائق إلى الخمور.. واشنطن تضرب العمود الفقري للتجارة وسلاسل الإمدادات

في تصعيد جديد ضمن سياسة الحماية التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرضت الولايات المتحدة سلسلة جديدة من الرسوم الجمركية على واردات من دول عدة، على رأسها الصين، مكسيك وكندا، لتشمل قطاعات واسعة من الاقتصاد العالمي، بدءاً من السيارات والألومنيوم وصولاً إلى النبيذ والإلكترونيات، في خطوة تهدد بحدوث ارتدادات عميقة على الاقتصاد العالمي.
سلع داخل قائمة الرسوم الجمركية
جاءت القرارات لتشمل فرض رسوم بنسبة تصل إلى 145% على الواردات الصينية، تزامناً مع إعلان الصين عن رسوم مضادة بنسبة بلغت 125% على المنتجات الأمريكية، في خطوة متبادلة تُنذر باتساع رقعة المواجهة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.
أبرز المنتجات التي طالتها الرسوم
المركبات والسيارات الجاهزة بنسبة 25%.
قطع غيار السيارات
مثل المحركات وناقلات الحركة والمكونات الكهربائية.
جميع واردات الصلب والألومنيوم
بما يشمل المنتجات النهائية كالمسامير وعلب الصودا.
الخمور والمشروبات الكحولية الأوروبية
حيث هدد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 200%.
الأخشاب الكندية والمكسيكية.
رقائق أشباه الموصلات
برسوم تبدأ من 25% قابلة للزيادة.
الأدوية الجاهزة والمكونات الخام.
الملابس والإلكترونيات المصنعة في الصين وفيتنام.
المنتجات المنتظر إدراجها لاحقاً
بينما شملت الرسوم الحالية قطاعات حيوية، تشير تصريحات البيت الأبيض إلى أن القائمة ستتوسع لتشمل:
الإلكترونيات الاستهلاكية
في مقدمتها الهواتف الذكية.
بعض منتجات تجارة التجزئة الإلكترونية التي تستفيد من الإعفاءات الجمركية ضمن ما يعرف بـ"الحد الأدنى" لقيمة الشحنة.
مكونات إضافية لقطاع الصناعات الصيدلانية
في حال عدم الاستجابة لمطالب التدرّج في تطبيق الرسوم.
القطاعات الأكثر تأثراً
1. قطاع السيارات والمركبات
الرسوم على السيارات وقطع الغيار ستؤدي إلى زيادة في تكلفة الإنتاج والتجميع، خاصة للشركات التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية.
2. الصلب والألومنيوم
مع رفع الرسوم إلى 25% على كافة المنتجات المرتبطة، باتت الشركات الصناعية في الولايات المتحدة تواجه زيادات كبيرة في تكلفة المواد الخام.
3. قطاع الطاقة
توقعت شركات الطاقة والمحللون أن ترتفع أسعار البنزين بسبب زيادة تكاليف استيراد النفط والمشتقات. كما أشارت شركة "كاميكو" الكندية إلى احتمال ارتفاع أسعار اليورانيوم بنسبة 10%.
4. الزراعة والثروة الحيوانية
الرسوم المفروضة على المنتجات الزراعية، لا سيما من المكسيك، تنذر بتقلص صادرات الماشية والفواكه والخضروات، ما يهدد صغار المنتجين.
5. صناعة الأخشاب
التحقيق التجاري الجديد يُمهّد لزيادة الرسوم الجمركية على الأخشاب المستوردة، في ضربة مباشرة للبناء وصناعة الأثاث.
6. الإلكترونيات والرقائق
رسوم على أشباه الموصلات تهدد بزيادة تكاليف أجهزة الكمبيوتر والموبايلات، وسط تحذيرات من تراجع التوقعات السوقية في هذا القطاع.
7. القطاع الصيدلاني
يشكل إدراج الأدوية في قائمة الرسوم تحوّلاً جذرياً بعد عقود من الإعفاء، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأدوية المستوردة وتهديد سلاسل التوريد العالمية.
8. البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية
شركات كـ"علي إكسبريس"، "تيمو"، و"شي إن" مرشحة لتكبد خسائر كبيرة في حال إلغاء الإعفاء الضريبي للشحنات الصغيرة.
9. صناعة الخمور
الرسوم المقترحة على النبيذ الأوروبي أثارت مخاوف من تقليص استثمارات الشركات الأوروبية في السوق الأمريكية.
تأثيرات أوسع على الاقتصاد العالمي
يرى مراقبون أن تصاعد الإجراءات الحمائية من جانب واشنطن قد يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، وانخفاض الطلب على السلع الأساسية مثل النفط، في ظل المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
كما بدأت مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية تتذبذب، بالتزامن مع تزايد الإقبال على بيع السندات الأمريكية.
موقف الصين ورد الفعل الدولي
ردت الصين بإجراءات مضادة واعتبرت أن سياسة ترامب "استفزازية"، مطالبة بإلغاء الرسوم بالكامل.
أما البيت الأبيض، فيرى أن هذه الخطوات "تكتيك تفاوضي" لإجبار الدول على مراجعة سياساتها التجارية، وتحفيز عودة المصانع إلى الداخل الأمريكي.