الاتحاد الأوروبي يحذر الزعماء الأوروبيين من حضور احتفالات روسيا بـ "يوم النصر"

حذرت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الزعماء الأوروبيين يوم الاثنين من المشاركة في الاحتفالات العسكرية التي تقيمها موسكو في التاسع من مايو المقبل، ودعتهم إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا بدلا من ذلك.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهت دعوات إلى زعماء الصين والهند والبرازيل، وكذلك إلى سلوفاكيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، وصربيا، التي تطمح للانضمام إلى الكتلة المكونة من 27 دولة.
وقالت كالاس للصحفيين في لوكسمبورج بعد اجتماع لوزراء الخارجية: "لقد تمت مناقشته بوضوح شديد، وقالته الدول الأعضاء المختلفة، وهو أن أي مشاركة في مسيرات أو احتفالات 9 مايو في موسكو لن يتم الاستخفاف بها من الجانب الأوروبي، بالنظر إلى أن روسيا تشن في الواقع حربًا شاملة في أوروبا".
وأضاف كالاس أن الاتحاد الأوروبي لا يريد رؤية أي عضو محتمل في الكتلة ينضم إلى احتفالات بروتين في موسكو.
حشد أوروبي
ذكرت النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو"، في وقت سابق من يوم الاثنين، أن أوكرانيا تدعو كبار المسؤولين والقادة في الاتحاد الأوروبي إلى كييف في التاسع من مايو لمواجهة الاحتفالات العسكرية الروسية. وهي الدعوة التي كررتها كالاس بعد اجتماعها مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
وأضافت كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين: "لقد دعوت أيضًا جميع الدول الأعضاء وممثلي المؤسسات لزيارة كييف قدر الإمكان لإظهار تضامننا الحقيقي وأننا مع أوكرانيا".
وحتى الآن، أعلن مكتب فيكتور أوربان أن رئيس الوزراء المجري لن يحضر العرض العسكري في موسكو. بينما أكد الزعيم السلوفاكي روبرت فيكو في نوفمبر الماضي بأنه سيحضر.

يوم النصر
تُحيي روسيا في التاسع من مايو الذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية، والتي لعبت فيها دورًا محوريًا. وقد ادّعى بوتين، مُشككًا، أن حربه على أوكرانيا هي محاولة لتطهير البلاد ممن وصفهم بـ "النازيين".
وقد أنهى "يوم النصر" -كما يُطلق عليه الروس- حربا طويلة ودموية فقدت فيها معظم العائلات في الاتحاد السوفيتي أحباء لها، ولكن لم يمر وقت طويل حتى تجاوز اليوم هدف الاحتفال بالذكرى وأصبح أداة أيديولوجية رئيسية بيد الدولة.
ولم يكن يوم 9 مايو عطلة وطنية في الاتحاد السوفيتي لما يقرب من عقدين من الزمن بعد نهاية الحرب، ولم يكن يتم الاحتفال به إلا في المدن الكبرى مع الألعاب النارية والفعاليات الاحتفالية المحلية.
وفي عام 1963، بدأ الزعيم السوفيتي -آنذاك- ليونيد بريجنيف سياسة تقديس النصر في الحرب ضد ألمانيا النازية لتقوية الأساس الأيديولوجي المُتراجع في البلاد وتعزيز المشاعر الوطنية. وكان هذا يعني إطلاق فعاليات على المستوى القومي، وتنظيم استعراض عسكري في الساحة الحمراء، وجعل يوم 9 مايو عطلة وطنية.
كما بذل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوائل القرن الحادي والعشرين المزيد من الجهد لتعزيز مضمون هذه المناسبة، محاولا جعلها جزءا لا يتجزأ من الهوية الروسية.