عاجل

مستقبل التوحد والعلاج البديل.. كينيدي يجدد الجدل حول العلاقة باللقاحات

روبرت كينيدي الابن
روبرت كينيدي الابن

في قمة الصحة السنوية الثانية للتوحد التي أقيمت في سان دييجو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تجمع العشرات من المدافعين عن نظريات مثيرة للجدل حول التوحد والعلاج البديل.

وبحسب شبكة "NBC News"،  استمع الحضور إلى مجموعة من العروض التي تطرقت إلى العلاجات البديلة، مثل مرشحات المياه، الأجهزة الكهرومغناطيسية، والمكملات الغذائية.

وفي مقطع فيديو مسجل تم عرضه أمام الحضور، وجه  وزير الصحة والخدمات الإنسانية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، روبرت كينيدي الابن، رسالة إلى الحضور، مؤكدًا دعم قضيّتهم، حيث أنه يُعتبر واحدًا من أبرز الناشطين المناهضين للقاحات.

وبحسب موقع "نيوز لوكس" الأمريكي أعلن كينيدي ، عن إطلاق مبادرة بحثية شاملة تهدف إلى تحديد سبب التوحد بحلول سبتمبر المقبل. 

ويأتي هذا المشروع، الذي حظي بتأييد ترامب، ليُعيد إحياء النظريات القديمة التي تربط التوحد باللقاحات، وهي فرضيات سبق أن دحضها العلم منذ وقت طويل. 

وقد حذرت جماعات مناصرة حقوق التوحد وخبراء الصحة العامة من أن هذه الخطوة قد تُعرّض للخطر عقودًا من الأبحاث العلمية المعتمدة على الأدلة وتضر بمصداقية جهود التوعية المبنية على الحقائق.

التشكيك في لقاحات التوحد

تحدث كينيدي جونيور،عن الأمل في "مستقبل يكون فيه التوحد نادرًا جدًا"، حيث تلتزم الأسر المصابة بالدعم المناسب، ويتم تقدير الأفراد المصابين بالتوحد لمساهماتهم في المجتمع. 

ولم يتوقف كينيدي عند هذه النقطة، بل أكد عزمه على اكتشاف "سبب وباء التوحد" بحلول سبتمبر المقبل، وهو تصريح أغضب العديد من الخبراء في مجال الصحة العامة.

ووفق التقرير الأمريكي، تعتبر هذه التصريحات جزءًا من خطاب مستمر يتبناه كينيدي، والذي غالبًا ما يتضمن التشكيك في السائد العلمي، مثل العلاقة المفترضة بين اللقاحات والتوحد.

 ومنذ أن ظهرت هذه النظرية، قوبلت بتشكيك من قبل معظم الأبحاث العلمية، التي فشلت في إيجاد رابط بين اللقاحات وحالات التوحد، ومع ذلك، تستمر هذه النظرية في جذب الدعم من بعض الأوساط التي تصر على أن "هناك شيئًا ما يُخفى عن الجمهور".

وأشار التقرير إلي أن الحضور كانوا متفاعلون جدا مع تصريحات كينيدي مما يوحي بأن هناك شريحة واسعة ما تزال تؤمن بمعتقداته. 

ورفض الحضور أي علم يدحض هذه الفكرة، بالرغم من نتائج الدراسات التي أُجريت في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، مثل اليابان والدنمارك، والتي أظهرت غياب أي علاقة سببية بين اللقاحات والتوحد.

وفي هذا السياق، ينضم كينيدي إلى قائمة طويلة من المدافعين عن نظريات المؤامرة، الذين يعتبرون أن هناك حملة من السلطة والهيئات الطبية لإخفاء "الحقيقة". 

يشاهد الناس روبرت ف. كينيدي الابن على الشاشة أثناء جلوسهم حول طاولة في غرفة المؤتمرات

تأسيس قمة الصحة للتوحد

ومن بين هؤلاء، تبرز شخصيات مثل تريسي وستيف سليبتشيفيتش، التي أسست قمة الصحة للتوحد، والذين يُعتبرون من أبرز داعمي الحركة المناهضة للقاحات.

على الرغم من الانتقادات الشديدة التي واجهها كينيدي من قبل مختصين في الصحة العامة، الذين يرون أن آرائه تضر بمصداقية العلم وتزيد من الارتباك بين الأسر المصابة بالتوحد، فإن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها: حركة المناهضين للقاحات، التي يشكل كينيدي جزءًا كبيرًا منها، ما زالت في صعود.

 كانت قمة الصحة للتوحد مجرد عرض آخر من العروض المتزايدة التي تروج لمفاهيم مناهضة للقاحات. 

وبالنظر إلى التأثير السياسي الذي يتمتع به كينيدي حاليًا، فإن هذه التجمعات لم تعد مجرد تجمعات هامشية، بل أصبحت أكثر أهمية من الناحية السياسية، مما يثير قلق الخبراء الذين يخشون أن تضر هذه الأفكار بمنظومة الصحة العامة.

تم نسخ الرابط