تقارير عن تورط إيران في زعزعة الاستقرار بسوريا بعد رحيل نظام الأسد
لمنع تهريب السلاح.. مواجهات دامية بين حزب الله وقوات سورية على حدود لبنان

اندلعت مواجهات مسلحة دامية بين ميليشيات "حزب الله" المدعومة من إيران، وقوات الجيش السوري، قرب الحدود السورية اللبنانية، مع تصاعد محاولات دمشق لقطع طرق التهريب التي ظلت نشطة منذ عهد نظام بشار الأسد، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نُشر السبت.
ونقلت الصحيفة عن جنود سوريين مشاركين في العمليات أن "حزب الله" يحاول إعادة فرض سيطرته على طرق التهريب القديمة، التي يسعى من خلالها لإعادة تسليح نفسه بعد الضربات التي تلقاها خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي أضعفت ترسانته العسكرية وأسفرت عن مقتل عدد من قياداته البارزين.

هجمات متكررة وقتلى من الجيش السوري
ووفقًا للتقرير، تعرّضت دوريات الجيش السوري لإطلاق نار متكرر، أسفر الشهر الماضي وحده عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل، في ظل استمرار التوتر على طول الحدود الممتدة بطول 375 كيلومترًا بين البلدين.
وقال القائد العسكري السوري ماهر الزيواني، في تصريحات للصحيفة، إن "حزب الله يحاول فتح ثغرات جديدة على الحدود"، معربًا عن انعدام ثقته في تأمين المنطقة الحدودية بقوله: "لا أثق بأمن الحدود ولو بنسبة 1%".
اختلاط النفوذ بين العشائر وحزب الله
من جانبه، أشار المحلل السوري في معهد "تشاتام هاوس"، حيد حيد، إلى أن هناك "تعاونًا واضحًا وقويًا" بين بعض العشائر المحلية و"حزب الله"، ما يصعّب على السلطات السورية فرض رقابتها.
وفي مدينة القصير الحدودية، قال أحمد عبد الحكيم عمار، مسؤول الأمن المحلي، إن الحكومة السورية الجديدة – التي حلت محل نظام الأسد – نجحت في وقف أكثر من 12 شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى "حزب الله"، مؤكدًا وجود "مخزونات ضخمة من الأسلحة" يسعى الحزب لإخراجها من الأراضي السورية بمساعدة شبكات تهريب محلية.

إيران والأسلحة المخزنة في القصير
وعلى الرغم من الغارات الجوية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مواقع "حزب الله" قرب الحدود، كشف مسؤولون محليون في مدينة القصير العثور على مخازن أسلحة إيرانية داخل متاجر ومدارس مهجورة.
ونقل التقرير عن سامر أبو قاسم، رئيس جهاز الأمن العام بالمدينة، قوله إن "كل المحلات كانت تُستخدم كمخازن للأسلحة الإيرانية، وتم تحويل إحدى المدارس القريبة إلى معسكر تدريب تابع لحزب الله"، مضيفًا أنه تم العثور على صناديق ذخيرة داخل سلالم المدرسة.
تدخل إيراني لزعزعة الوضع الجديد
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى تقارير سورية تتهم طهران بمحاولة تقويض الاستقرار الذي تسعى الحكومة الجديدة في دمشق إلى تحقيقه، فيما نفى مسؤولون أوروبيون علمهم بأي تحركات إيرانية مباشرة تهدف إلى زعزعة الحكم الجديد الذي حل محل نظام الأسد.